توافد آلاف السودانيين، امس إلى مقر الاعتصام أمام قيادة الجيش بالعاصمة الخرطوم، للمطالبة بتسليم السلطة للمدنيين ومحاكمة رموز النظام السابق، وأعلنت قطاعات مهنية عديدة، في مقدمتها المهندسين ومنظمات نسائية عن تسيير مواكب احتجاجية إلى مقر الاعتصام، وذلك بعد مرور أسبوع على عزل الرئيس عمر البشير. وأكد المتظاهرون عزمهم على إكمال ثورتهم المطالبة بإقامة حكم مدني، وقال طارق أحمد المهندس البالغ من العمر 38 عاما لوكالة فرانس برس «إنه أول أسبوع في حياتي أعيشه بدون البشير» مضيفا «أشعر بالفخر بما فعله أبناء جيلي بالديكتاتور». بدوره، شدد المتظاهر أحمد الذي قدم إلى موقع الاعتصام «رسالتنا هي أننا لن نغادر هذا المكان قبل تحقيق هدفنا».
من جانبه، دعا تجمع المهنيين السودانيين الذي يقود الاحتجاجات في حسابه عبر «فيسبوك» إلى تظاهرة مليونية، للمطالبة بتسليم السلطة إلى حكومة مدنية انتقالية.
وردد المتظاهرون شعارات «السلطة للمدنيين» و«حرية سلام عدالة» أثناء مسيرهم من عدة نقاط في المدينة نحو مقر الجيش. وقال مشارك «من الصعب جدا الاقتراب من موقع الاعتصام بسبب وجود المئات في الطرقات المؤدية إليه».
وبعد مرور سبعة أيام على الإطاحة بالبشير، غصت الساحة الواسعة خارج مقر القيادة العامة للجيش بالمتظاهرين المطالبين بحل المجلس العسكري.
في غضون ذلك، قالت وزارة الخارجية الأميركية أمس، إن الولايات المتحدة تدعم انتقالا ديموقراطيا وسلميا في السودان بقيادة مدنيين يمثلون كل السودانيين في حين واصل محتجون مطالبة المجلس العسكري بتسليم السلطة لمدنيين. وقالت المتحدثة باسم الخارجية مورجان أورتاجوس إن السودان مازال على قائمة الولايات المتحدة للدول الراعية للإرهاب، مشددة على أن سياسات واشنطن ستستند إلى «تقييمنا للأحداث على الأرض وأفعال السلطات الانتقالية». وأضافت أن واشنطن متفائلة بسبب الإفراج عن المعتقلين السياسيين
وقرار المجلس العسكري الانتقالي رفع حظر التجول.
جاء ذلك غداة تسليم التجمع وتحالفات المعارضة والقوى المدنية مقترحات عن الفترة الانتقالية للمجلس العسكري الانتقالي.
وتتضمن هذه الرؤية تكوين مجلس رئاسي مدني من ممثلي قوى الثورة يضم ممثلين عن المجلس العسكري ومجلسا تشريعيا انتقاليا قوميا مصغرا وحكومة انتقالية مدنية بصلاحيات تنفيذية واسعة من الكفاءات الوطنية المشهود لها بالخبرة المهنية والنزاهة والاستقامة.
إلى ذلك، قال مصدر من أسرة الرئيس المعزول عمر البشير، امس إن الأخير لم ينقل إلى سجن «كوبر» المركزي بمدينة بحري شمالي الخرطوم. وأضاف المصدر، لوكالة الأناضول للأنباء، مفضلا عدم نشر اسمه لحساسية الأمر، أن البشير لايزال في مقر إقامته ببيت الضيافة (منزله) وأي حديث غير ذلك ليس صحيحا. وكان المتحدث باسم المجلس العسكري الانتقالي زين العابدين الكباشي إبراهيم، قد اعلن امس الأول اعتقال شقيقي البشير بشبهة الفساد.