علقت المعارضة السودانية أمس المفاوضات مع المجلس العسكري الانتقالي، ووضعت ثلاثة مطالب «فورية» لاستئنافها. وتضمنت مطالب المعارضة: الاعتراف بـ «قوى الحرية والتغيير» كممثل للحراك الشعبي وتسليمها السلطة لتعمل على تشكيل مجلس رئاسي فوري، وإبعاد ثلاثة من عضوية المجلس العسكري قالت انهم يتبعون للنظام المخلوع وهم: رئيس اللجنة السياسية في المجلس الانتقالي عمر زين العابدين، ومدير الأمن جلال الدين الشيخ، وعضو المجلس الطيب بابكر.
ودعت قوى المعارضة المحتجين للاستمرار في الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش وسط الخرطوم لمواصلة اقتلاع النظام السابق وتحقيق كل مطالب الحراك الشعبي.
وقال بيان صادر عن قوى «الحرية والتغيير» إنها التمست في اجتماعها مساء اول من امس مع المجلس العسكري عدم اعتراف بها كممثل للحراك الثوري، متهمة اياه بمحاولة الانفراد بالسلطة والالتفاف من اجل سرقة مكتسبات الثورة ومحاولة إحياء النظام السابق واعادة عناصره للسلطة.
وأضاف البيان «هناك محاولات من المجلس العسكري لفرض توافق ناعم مع ذيول النظام السابق في تشكيل السلطة المدنية عبر تشكيل لجنة تنسيقية تعيد هزل مسرحية الحوار الوطني للنظام البائد».
وشدد البيان على موقف قوى الحرية والتغيير في تشكيل مجلس رئاسي بتمثيل محدود من الجيش.
في المقابل، أعلن رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق الركن عبدالفتاح البرهان أن المجلس ملتزم بنقل السلطة إلى المدنيين تلبية لمطالب آلاف المتظاهرين.
وقال البرهان في أول مقابلة تلفزيونية له: «المجلس ملتزم بنقل السلطة الى الشعب»، مضيفا أن المجلس العسكري سيرد خلال الأسبوع الجاري على مطالب قادة الاحتجاجات، لافتا الى ان تشكيل مجلس عسكري ـ مدني «مطروح للنقاش».
وأكد الفريق أنه إذا قدمت القوى السياسية مقترحا لتشكيل حكومة انتقالية متفق عليها غدا فسيسلمها المجلس العسكري السلطة.
واشار الى ان الرئيس السابق عمر البشير وكبار المسؤولين بالنظام السابق «كلهم في السجن».
من جانب آخر، اشار البرهان الى ان وفدا رسميا سيزور الولايات المتحدة قريبا لبحث رفع الخرطوم من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
من جهتها، سترسل واشنطن ماكيلا جيمس مساعدة وزير الخارجية إلى الخرطوم لتقييم الوضع على الأرض.
وصرح مسؤول أميركي بارز طلب عدم كشف هويته لـ «رويترز» بأن هدف واشنطن على المدى القصير هو «إخراج العسكريين من المشهد الرئيسي».
ودعا المسؤول السلطات الانتقالية إلى تمهيد الطريق «لحكومة ديموقراطية حقا تعكس إرادة الشعب».
في هذه الاثناء، أكدت مصادر إعلامية سودانية رفض الرئيس المخلوع عمر البشير تناول الطعام وتعاطي الأدوية حيث تدهورت حالته الصحية والنفسية منذ عزله.
وقالت مصادر طبية ان البشير تتم تغذيته على المحاليل الوريدية بالقوة بعد رفضه تناول الأدوية، مشيرة الى انه أصيب بجلطة خفيفة منذ أيام حيث تلقى العلاج بأحد المستشفيات قبل إعادته الى مقر إقامته الجبرية بقصر الضيافة في الخرطوم.
الى ذلك، اصيب 9 متظاهرين بالرصاص الحي بمنطقة كتم غربي مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، غربي السودان.
وأفاد شهود عيان بأن القوات الأمنية أطلقت الرصاص الحي في مواجهة مئات المتظاهرين الذين توجهوا إلى مقر جهاز الأمن والمخابرات، للمطالبة بإغلاق مقارها، ومحاسبة مرتكبي جرائم الحرب في دارفور.
وأضافت المصادر أن القوات الأمنية أطلقت الرصاص الحي في مواجهة المتظاهرين، ما أدى إلى إصابة 9 متظاهرين على الاقل، مشيرة الى سيطرة قوات من الدعم السريع التابعة للجيش على الأوضاع.
مساعدات سعودية ـ إماراتية للسودان بقيمة 3 مليارات دولار
واس: أعلنت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة تقديم حزمة مشتركة من المساعدات للسودان، يصل إجمالي مبالغها إلى 3 مليارات دولار.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) في بيان أمس أن هذه الخطوة تأتي استشعارا من المملكة والامارات «لواجبهما نحو الشعب السوداني الشقيق، ومن منطلق التعاون البناء، ودعما للسودان».
وأوضحت الوكالة ان حزمة المساعدات شملت تقديم 500 مليون دولار من البلدين كوديعة في البنك المركزي السوداني وذلك لتقوية مركزه المالي، وتخفيف الضغوط عن الجنيه السوداني، وتحقيق مزيد من الاستقرار في سعر الصرف.
كما سيتم صرف باقي المبلغ لتلبية الاحتياجات الملحة للشعب السوداني الشقيق تشمل الغذاء والدواء والمشتقات النفطية.