حذرت الجامعة العربية من أن «القضية الفلسطينية» تكاد تضيع، داعية الى التحرك لمواجهة الخطر الذي يدهم هذه القضية قبل اسابيع من الموعد الذي اعلن عنه مستشار الرئيس الاميركي جاريد كوشنر عن طرح خطة السلام المعروفة بـ «صفقة القرن» بعد رمضان.
من ناحيته، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، العرب إلى توفير دعم سياسي ومالي للشعب الفلسطيني.
وفي كلمته أمام الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب بمقر الجامعة العربية بالقاهرة أمس، ناشد عباس الدول العربية، توفير شبكة أمان للسلطة الفلسطينية، لـ «مواجهة التعنت الإسرائيلي، وعدم احترام الاتفاقات المبرمة مع السلطة منذ عام 1993»، متهما إسرائيل بعدم احترام الشرعية الدولية، وعدم الالتزام بأي اتفاق أو قرار دولي منذ عام 1947، مشيرا إلى أن التحديات الراهنة هي الأخطر في تاريخ القضية الفلسطينية.
واستعرض عباس ما تواجهه القضية الفلسطينية من تحديات، موضحا أنها تتلخص في تحديات رئيسية هي: العلاقة مع إسرائيل، والعلاقة مع أميركا، وقال إن التحدي الأخير هو موضوع داخلي.. وهو العلاقة مع حركة «حماس».
ودعا الدول العربية للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، باعتبار أن القضية الفلسطينية هي قضية كل العرب، وأنها قضية العرب الأولى.
من جهته، دعا رئيس الاجتماع الوزاري وزير الخارجية الصومالي أحمد عوض الى تعاون عربي إسلامي لوضع «آليات» لإنقاذ القضية الفلسطينية.
وقال عوض ان «القضية الفلسطينية تكاد تضيع على مرمى مسامعنا وأبصارنا وتواجه أكبر خطر ويعاني الشعب الفلسطيني من الظلم والقهر»، داعيا المجتمع الدولي للوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني.
واعتبر أن القضية الفلسطينية تواجه تحديات كبيرة ويجب انقاذها، محذرا من ان الشعوب العربية «لن ترحم تخاذلنا نحوها».
بدوره، حث الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط العرب على التحرك في هذه المرحلة الدقيقة لمواجهة مساع إسرائيلية «غير مسبوقة» بمساندة ودعم أميركي لشرعنة الاحتلال الاسرائيلي.
وأكد أن الدعم العربي للقضية الفلسطينية وركائزها المعروفة ثابت وراسخ ولا يتزعزع، مشيرا إلى أن الجامعة العربية ستظل مركزا للإرادة الجماعية للدول الأعضاء في وقوفها مع الحق الفلسطيني ودفاعها عنه وحملها لرايته.
وقال أبوالغيط، في كلمته أمام الاجتماع الطارئ، إن «دعم صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة ما يتعرض له في المرحلة الحالية من تضييقات تحمله أعباء فوق عبء الاحتلال البغيض، وضغوطا اقتصادية تضاف إلى ما يواجهه من صنوف القمع والاضطهاد اليومي.. هو حق له وواجب على العرب».
وأضاف أن «التحرك العربي في هذه المرحلة الدقيقة لا بد أن ينشط لمواجهة مساع غير مسبوقة من جانب دولة الاحتلال، تساندها وتدعمها الولايات المتحدة، بهدف تقنين أوضاع غير قانونية، وشرعنة واقع غير شرعي».
وناشد تنحية اي خلاف جانبا «لنركز على وضع قضيتنا المركزية القضية الفلسطينية التي تتعرض لمخاطر التصفية الحقيقية والتي قد نضطر لمواجهة تحديات كبرى بشأنها خلال الأشهر المقبلة».