اعتبر الشيخ صادق عبدالله الأحمر شيخ مشايخ اليمن امس أن «اجتماع لندن» المقرر انعقاده اليوم في العاصمة البريطانية عبارة عن «سايكس بيكو» آخر لتقسيم وتمزيق اليمن، في إشارة إلى التفاهم بين فرنسا وبريطانيا في العام 1916 على اقتسام منطقة الهلال الخصيب وقال الأحمر الذي تأتمر بأمره قبائل شمال اليمن ان الاجتماع الذي يتناول التنمية والأمن في البلد يهدف لتقسيم بلاده مؤكدا «ان أي دعوات يتخذها المؤتمر من اجل التدخل في شؤون اليمن الداخلية سيواجه بمقاومة من قبل القبائل».
وقال خلال اعمال مؤتمر الملتقى الموسع لمشايخ اليمن الذي حضره بضع مئات من رجال القبائل إن البلاد تمر «بمرحلة حرجة ويراد لها ان تكون على غرار بعض الدول العربية التي تعيش أوضاعا استثنائية كالصومال والعراق وأفغانستان لكن ذلك لن يتحقق مادامت القبيلة في اليمن هي المرجع الأساسي للبلاد».
وصدر في ختام المؤتمر القبلي توصيات شددت على أهمية عدم التدخل في الشأن اليمني ورفض التدخل الأجنبي واحترام واستقلال البلاد وعلى ان تحل مشاكل اليمن الداخلية عبر حوار وطني.
ودعا القبليون اليمنيون الى إدانة جميع اعمال التخريب وإعمال التمرد وحمل السلاح ضد الدولة اليمنية بجميع اشكاله ورفض اعمال الإرهاب أيا كان مصدره وربط ما يحصل في اليمن من تنامي القاعدة والقبيلة في اليمن.
في غضون ذلك، قال ابو بكر القربي وزير الخارجية اليمنية لهيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) ان اليمن بحاجة الى دعم لوجستي في حربه ضد القاعدة لكنه لن يسمح بعمليات أجنبية مقنعة على أرضه ضد التنظيم المتشدد.
واستبعد القربي في حديثه السماح بوجود قاعدة للجيش الأميركي على ارض اليمن او السماح بعمليات أجنبية مستترة في البلاد.
وقال القربي في الحديث الذي أذيع امس «سنقوم بذلك بأنفسنا، لماذا نحتاج الى جنود من الخارج ليقاتلوا بينما نستطيع ان نقاتل بأنفسنا؟» وصرح بأن الحكومة أخطأت حين سمحت بتدخل أجنبي عام 2002 حين قتل هجوم صاروخي أميركي زعيما للقاعدة يشتبه في انه العقل المدبر وراء الهجوم الانتحاري على المدمرة الأميركية كول عام 2000.
وأضاف القربي «ثبت ان ذلك خطأ جسيم ولذلك لا نريد تكراره، علينا ان نفعل ذلك بأنفسنا ومن يرد المساعدة فعليه ان يدعمنا».
ورفض القربي اي تلميح بأن بلاده سمحت للقاعدة بالانتشار حين رفضت من قبل التصدي لمتشددين.
وقال «اليمن تعامل دوما مع القاعدة، ولا يعني وجود فترة من عدم المواجهة ان اليمن لا يقاتل القاعدة لأننا نقاتلها من خلال الحوار ومن خلال سبل مختلفة كثيرة».
وامتدح وزير الخارجية اليمنية البرنامج السعودي الذي يقدم المشورة للمتشددين ويعمل على دمجهم في المجتمع وهي فكرة روج لها اليمن في بادئ الامر لكنه يقول الان انه يفتقر للموارد لتنفيذها.
ورفض القربي ما يتردد عن كون بلاده تمثل تهديدا على الأمن الدولى، مؤكدا أنها تواجه خطر تنظيم القاعدة بداخلها وتعمل على التصدي له منذ ما يزيد على عقدين من الزمن.
ونفى ما يتردد عن كون اليمن ملاذا آمنا للإرهابيين لاسيما تنظيم القاعدة، مشددا على أن بلاده ظلت طوال العشر سنوات الأخيرة تقاتل عناصر القاعدة وتمكنت بالفعل من قتل عدد من قادته وسجن عدد آخر.