أعلنت الشرطة البريطانية مساء امس الاول، أنها فتحت تحقيقا جنائيا حول تسريب مذكرات ديبلوماسية تضمنت انتقادات للرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وأعلن مساعد قائد الشرطة البريطانية نيل باسو في بيان ان «وحدة مكافحة الارهاب بشرطة لندن، والتي تضطلع بالمسؤولية الوطنية (المتمثلة) بالتحقيق في مزاعم المخالفات الجنائية لقانون الاسرار الرسمية، قد فتحت تحقيقا جنائيا». وأضاف «نظرا إلى التبعات الواسعة النطاق لذلك التسريب، أنا مقتنع بأن هذا ألحق الضرر بالعلاقات الدولية للمملكة المتحدة. ومن الواضح انه ستكون هناك مصلحة عامة في احالة المسؤول او المسؤولين على القضاء».
ودعا باسو كل من تورط في تسريب مراسلات السفير البريطاني الى تسليم نفسه وتجنب إضاعة الوقت دون طائل، منبها وسائل الإعلام الى عدم نشر أي وثائق مسربة ترتبط بهذه القضية لأنها أصبحت قضية جنائية بيد الشرطة.
وكان السفير البريطاني لدى واشنطن كيم داروش اعلن استقالته من منصبه على خلفية تسريب المذكرات الديبلوماسية تلك، والتي وجه فيها انتقادات حادة لترامب.
وكان داروش قد وصف في المذكرات التي نشرت الاسبوع الماضي الرئيس الأميركي بأنه «مختل» و«غير كفؤ»، موجها ايضا انتقادات قوية لأداء الإدارة الأميركية.
وأثارت التسريبات غضب الرئيس الأميركي الذي أكد أن الولايات المتحدة «لن تجري» اتصالات مع داروش، واصفا الديبلوماسي البريطاني بأنه «غبي جدا». كما طاولت انتقادات ترامب رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي التي كانت قد سارعت الى التعبير عن دعمها لسفيرها.
وكتب الديبلوماسي في رسالة استقالته التي وجهها إلى رئيس السلك الديبلوماسي البريطاني سيمون مكدونالد «منذ تسريب الوثائق الرسمية الصادرة عن هذه السفارة، أطلقت تكهنات حول منصبي ومدة ولايتي كسفير»، موضحا أن «الوضع الحالي يجعل من المتعذر بالنسبة لي ان أواصل القيام بواجبي كما أرغب».
وأعربت ماي عن أسفها لاستقالة داروش. وأعلنت خلال جلسة المساءلة الأسبوعية في مجلس العموم «من المؤسف جدا أنه اعتبر أن الضرورة تقتضي أن يتنحى كسفير في واشنطن».
وأضافت أن «الحكومة الجيدة تعتمد على قدرة موظفيها على تقديم النصائح الصريحة والكاملة. أريد أن يتمتع جميع موظفينا بالثقة اللازمة للقيام بذلك». وأثار هذا الإعلان بلبلة في المملكة المتحدة على خلفية انعكاساته السلبية على العمل الديبلوماسي.
ويعد داروش البالغ 65 عاما من الديبلوماسيين الأكثر خبرة خصوصا أنه يعمل منذ 42 عاما في السلك الديبلوماسي. وكان قد تولى منصب سفير بريطانيا إلى واشنطن في يناير 2016 قبل فوز ترامب بالرئاسة. وشغل سابقا منصب الممثل الدائم للمملكة المتحدة في بروكسل من العام 2007 حتى العام 2011، ويعتبر من المؤيدين للاتحاد الأوروبي.