قرر الأوروبيون بذل كل جهد ممكن لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم مع إيران، لكن استحالة الالتفاف على العقوبات الأميركية لا يترك لهم فرصة، كما أفاد وزراء الخارجية الأوروبيون أمس في بروكسل.
وصرح وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت، لدى وصوله لاجتماع مع نظرائه الأوروبيين، «لم يمت الاتفاق بعد» لكنه حذر من تضاؤل الفرص لإنقاذه.
وقال هانت إن بلاده لا تزال ترى أن الحفاظ على الاتفاق النووي، الذي كان تم التوصل إليه عام 2015، هو «الطريق الأفضل للحفاظ على الشرق الأوسط كله خاليا من السلاح النووي».
وأضاف أن «إيران أمامها عام على الأقل قبل تطوير سلاح نووي.. ما يعني أن الفرصة ضئيلة لإنقاذ الاتفاق».
وقال: «ما نبحث عنه هو توفير مخرج لإيران من كل هذا حتى يتسنى لهم العودة إلى الامتثال للاتفاق النووي».
من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان «اتخذت إيران قرارات خاطئة ردا على القرار الأميركي الخاطئ بالانسحاب من الاتفاق وفرض عقوبات تؤثر بشكل مباشر على المنافع الاقتصادية التي كان بإمكان البلد الحصول عليها من الاتفاق».
وأضاف: «نود أن تعود إيران إلى الاتفاق» وتحترم تعهداتها.
غير أن طهران هددت أمس بالعودة الى ما قبل الاتفاق النووي قبل 4 أعوام.
وقال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي أمس ان: «الاتفاق النووي كان صفقة متبادلة وما قدمناه نحن كان اكثر بكثير مما حصلنا عليه».
واتهم الأطراف الاخرى خاصة بعد خروج اميركا من الاتفاق بالتنصل من التزاماتها في إشارة الى الدول الثلاث الموقعة على الاتفاق بريطانيا وألمانيا وفرنسا.
واعتبر كمالوندي إجراءات إيران بانها لا تأتي من باب اللجاجة بل لمنح الديبلوماسية الفرصة، وان لم يرد الأوروبيون والأميركيون تنفيذ التزاماتهم فإننا نعمل من جانبنا ايضا عبر خفض التزاماتنا و«نعيد الظروف الى ما كانت عليه قبل 4 أعوام».
وتابع كمالوندي، انه وبعد انتهاء مهلة الشهرين الاولى رفعت إيران مخزون اليورانيوم فوق 300 كلغ وخرجت مسألة عرض الفائض من الماء الثقيل (للبيع) من تعهدات إيران.
وأضاف، لقد تجاوزنا سقف التخصيب بنسبة 3.67% ونعمل حاليا على إعداد المواد المخصبة لوقود محطة الطاقة (النووية) بنسبة 4.5%.
ويأمل الأوروبيون في إقناع الإيرانيين برغبتهم في مساعدتهم بآلية «انستكس» للمقايضة التجارية مع إيران للالتفاف على العقوبات الأميركية من خلال تفادي استخدام الدولار.
لكن الوضع معقد، وقال ديبلوماسي أوروبي ان العقوبات الأميركية ذات التأثير الواسع أدت إلى انسحاب الشركات الأوروبية من إيران وانهارت التجارة.
ولم يعد بإمكان إيران تصدير نفطها وباتت محرومة من معظم إيراداتها.
وتراجعت الصادرات النفطية من 1.5 مليون برميل يوميا إلى 700 ألف برميل يوميا وهذا لا يكفي لاستمرارية الاقتصاد كما ذكر مصدر أوروبي.
وقال الإسباني جوزيب وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني جدد استعداد بلاده المشروط للتفاوض مع الولايات المتحدة.
وقال في كلمة أذاعها التلفزيون اول من امس: «نؤمن دائما بالمحادثات.. إذا رفعوا العقوبات وأنهوا الضغوط الاقتصادية المفروضة وعادوا إلى الاتفاق، فنحن مستعدون لإجراء محادثات مع أميركا اليوم والآن وفي أي مكان».
لكن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو رفض فكرة روحاني خلال مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست» بوصفها «نفس العرض الذي طرحه على جون إف.
كيري وبارك أوباما»، مشيرا إلى وزير خارجية ورئيس الولايات المتحدة السابقين.
وقال: «الرئيس ترامب سيتخذ بوضوح القرار النهائي.
ولكن هذا طريق سارت فيه الإدارة السابقة وأدى إلى (الاتفاق النووي الإيراني) الذي ترى هذه الإدارة والرئيس ترامب وأنا أنه كارثة».