استنفرت الحكومة البريطانية، الغارقة في قضية «البريكست»، قواها أمس بحثا عن رد «يحفظ ماء الوجه»، على احتجاز إيران لناقلة النفط «ستينا إمبيرو»، بعد ان بدا أن حليفتها واشنطن في طور التخلي عنها، اثر إعلان وزير خارجيتها مايك بومبيو أن على لندن حماية سفنها بنفسها.
وعقدت الحكومة البريطانية برئاسة رئيسة الوزراء المستقيلة تيريزا ماي اجتماعا للجنة الطوارئ الحكومية (كوبرا) لبحث سبل الرد على احتجاز إيران لناقلة نفط تحمل العلم البريطاني في الخليج.
ورغم انتقاد الجيش البريطاني للسماح بحدوث الاحتجاز، قال وزير الدفاع البريطاني توبياس إلوود في حوار أمس مع قناة «أي تي في» إنها ليست مشكلة بريطانية فقط.
وأضاف: «يجب أن أشير إلى أن الولايات المتحدة الأميركية لديها 5 أو 6 سفن حربية في المنطقة، من بينها حاملة طائرات، وفي منتصف يونيو تعرضت ناقلتان أميركيتان للهجوم، وإحداهما شبت فيها النيران».
كما أجرت الحكومة استشارات مع الحلفاء الأوروبيين، قبل الإعلان عن ردها أمس، وطالبت طهران بالإفراج «الفوري» عن ناقلة النفط المحتجزة لديها «ستينا إمبيرو».
جاء ذلك في تصريحات لجيمس سلاك، المتحدث باسم رئيسة الحكومة تيريزا ماي، حسبما نقلت قناة «سكاي نيوز» البريطانية.
وقال: «على إيران الإفراج عن الناقلة البريطانية وطاقمها فورا».
وفي السياق، نقلت «ديلي إكسبريس» البريطانية عن مصادر لم تكشف عنها، أن لندن تدرس إرسال غواصة تعمل بالطاقة النووية إلى منطقة الخليج.
وذكرت الصحيفة أن الغواصة من فئة «آستيوت» ويبلغ وزنها 7 آلاف و400 طن، وهي واحدة من أحدث الغواصات البريطانية، وقادرة على رصد التحركات والأصوات من مسافة 200 ميل.
وأوضحت ان مهمة تلك الغواصة ليست قتالية، بل تتعلق بجمع المعلومات الاستخباراتية لدعم حماية السفن البريطانية.
وحسب المصادر، ستركز الغواصة اهتمامها على ميناء بندر عباس الإيراني والغواصات الإيرانية التي قد تشكل تهديدا للشحن الدولي على طول مضيق هرمز.
وكان وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا تعهدوا على «العمل معا من أجل ضمان أمن الملاحة البحرية بمضيق هرمز، باعتبارها أولوية قصوى لدى الدول الأوروبية».
وعلى الضفة الأخرى، أكد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي أن احتجاز إيران ناقلة نفط ترفع علم بريطانيا هو «إجراء قانوني».
وقال ربيعي في مؤتمر صحافي في طهران امس، إن احتجاز ناقلة ستينا إمبيرو كان «إجراء قانونيا» ضروريا «لضمان الأمن الإقليمي».
وأضاف ربيعي: «نطلب من كل الدول التي تطالب إيران بالإفراج عن هذه الناقلة أن تقول الأمر نفسه لبريطانيا»، في إشارة إلى ناقلة النفط الإيرانية «غريس 1» التي تحتجزها السلطات البريطانية في جبل طارق منذ 4 يوليو.
وتابع أن «المقارنة بين عمليتي الاحتجاز أمر غير عادل»، مشيرا إلى أنه يجب «ألا يتوقع» البريطانيون أن إيران ستنصاع وتستسلم «عندما يحتجزون سفينة إيرانية ويظهرون عدائية» تجاه إيران.
وفي هذه الأثناء، قال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أمس إن بلاده تريد بذل كل ما في وسعها لتهدئة التوترات بين الولايات المتحدة وإيران قبل أن ترد على طلب أميركي متوقع لإرسال قواتها البحرية لحراسة المياه الاستراتيجية قبالة إيران.
وكانت وسائل إعلام يابانية قالت إن مقترحا أميركيا بتعزيز مراقبة ممرات شحن النفط في الشرق الأوسط قبالة إيران واليمن، قد يدرج على جدول الأعمال خلال زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون لطوكيو التي بدأها هذا الأسبوع.
وقال آبي إن طوكيو تود أن تؤدي ما تعتبره دورا فريدا لها لتهدئة التوتر قبل أن تتخذ قرار الانضمام إلى الولايات المتحدة.
وأضاف في مؤتمر صحافي بعد فوز الائتلاف الحاكم بزعامته في انتخابات مجلس المستشارين (الغرفة العليا للبرلمان) التي أجريت أمس الأول «لدينا تاريخ طويل من الصداقة مع إيران والتقيت برئيسها مرات كثيرة وكذلك زعماء آخرون».
ورد بأن اليابان تحتاج إلى الحصول على معلومات حول ما تفكر فيه الولايات المتحدة وما تأمل في إنجازه، مضيفا أن الدولتين الحليفتين على اتصال وثيق.
واجتمع بولتون الذي سيتوجه إلى كوريا الجنوبية بعد اليابان مع مستشار الأمن القومي الياباني شوتارو ياتشي ووزير الخارجية تارو كونو.
وقال بولتون للصحافيين: «أجرينا مناقشة مثمرة للغاية وتحدثنا عن عدد كبير من القضايا».