أقرت روسيا بارتفاع مستويات الإشعاع في مدينة «سيفيرودفينسك» الروسية بما يصل إلى 16 مرة، وذلك بعد الانفجار الذي شهدته مؤخرا قاعدة عسكرية، حيث قالت موسكو «إنه نجم عن اختبار صاروخ على منصة بحرية».
واعترفت السلطات الروسية بأن الحادث مرتبط بتجارب على «أسلحة جديدة».
وقال رئيس الوكالة الاتحادية للطاقة الذرية الروسية «روساتوم» إن الخبراء الخمسة الذين قضوا في الانفجار كانوا يعملون على تطوير «أسلحة جديدة»، متعهدا مواصلة الاختبارات «حتى النهاية»، على الرغم من الحادث.
ورغم أن السلطات الروسية أكدت أن ذلك لا يشكل خطرا على الصحة، إلا أن وكالة إنترفاكس نقلت عن مسؤولين قولهم إن السلطات أوصت سكان قرية نيونوكسا بمغادرتها اعتبارا من اليوم، لحين الانتهاء من أعمال في مكان قريب بعد الحادث.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد قالت في بادئ الأمر «إن الإشعاع ظل عند مستويات طبيعية بعد الحادث الذي وقع الخميس الماضي»، الا أن سلطات المدينة في «سيفيرودفينسك» بشمال روسيا قالت «إن ارتفاعا في مستويات الإشعاع طرأ لفترة وجيزة».
ومن جانبها، قالت منظمة السلام الأخضر (غرينبيس): «إن مستويات الإشعاع ارتفعت نحو 20 مرة»، فيما أوضحت وكالة الطقس الروسية أن مستويات الإشعاع ارتفعت من 4 إلى 16 مرة».
وفي سياق متصل، أقامت روسيا في مدينة ساروف المغلقة، مراسم تأبين للخبراء الذين لقوا مصرعهم أثناء اختبار صاروخ على منصة بحرية قبالة سواحل منطقة «أرخانغيلسك» في أقصى الشمال الروسي، حيث انفجر وقود الصاروخ.
في هذه الاثناء، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه يعلم «الكثير» عن الانفجار الذي وصفه بـ«الغامض» الذي وقع في قاعدة عسكرية روسيا، مؤكدا أن الولايات المتحدة تمتلك سلاحا مشابها لذلك الذي يرجح أنه سبب الانفجار.
وقال ترامب في تغريدة على تويتر امس الاول إن «الولايات المتحدة تعلم الكثير عن انفجار الصاروخ في روسيا.
لدينا تكنولوجيا مماثلة، وإن كانت أكثر تطورا.
لقد أثار انفجار الصاروخ الروسي المعطوب «سكاي فال» قلق الناس بشأن الهواء المحيط بالمنشأة وما بعدها. ليس جيدا!».
وفي المقابل، صرح المتحدث الصحفي باسم الرئاسة الروسية (الكرملين) دميتري بيسكوف بأن تصريحات الرئيس الأميركي بشأن تطوير صواريخ حديثة في الولايات المتحدة لا تعتبر خبرا جديدا بالنسبة للكرملين.
وردا على سؤال بشأن ما إذا كانت روسيا على علم بمحاولات واشنطن صنع مثل هذه الصواريخ الحديثة، قال بيسكوف للصحافيين: «لقد كانت هناك عدة تصريحات لمسؤولين أميركيين في العام الماضي بهذا الشأن»، مؤكدا أن هذا ليس جديدا بالنسبة لموسكو.
بدوره، نفى خبير الأسلحة الأميركي جو سيرينسيوني ما أعلنه ترامب بشأن امتلاك الولايات المتحدة صاروخا مشابها للصاروخ الروسي.
وقال رئيس «صندوق بلاو شيرز» المنظمة التي تدعو لنزع السلاح النووي في العالم، في تغريدة على تويتر «هذا غريب.
ليس لدينا برنامج لصواريخ كروز تعمل بالطاقة النووية».
وأضاف «حاولنا بناء واحد، في الستينيات، لكن المحاولة كانت هذيانية جدا وغير قابلة للتنفيذ وقاسية للغاية حتى بالنسبة إلى سنوات الحرب الباردة تلك من الجنون النووي».
وبحسب خبراء الأسلحة الأميركيين فإن الانفجار الذي وقع مرتبط على الأرجح باختبارات لصاروخ مجنح يعمل بالطاقة النووية وتطلق عليه روسيا اسم 9أم730 «بوريفيستينك»، وهو أحد الأسلحة الجديدة التي وصفها الرئيس فلاديمير بوتين في بداية العام الحالي بأنها «لا تقهر».
ويطلق حلف شمال الأطلسي على هذا الصاروخ اسم «إس إس سي-إكس-9 سكاي فال».