أحرج الرئيس الأميركي دونالد ترامب حليفه المقرب بنيامين نتنياهو وحكومته، وفتح معركة جديدة في جبهة ربما تصعب عليه العودة الى البيت الأبيض العام المقبل، وذلك غداة وصفه يهود الولايات المتحدة الذين يصوتون للحزب الديموقراطي بـ «الخونة».
وفي معرض هجومه على النائبتين الديموقراطيتين المسلمتين، إلهان عمر ورشيدة طليب اللتين رفضت إسرائيل السماح لهما بزيارتها تحت إلحاح من ترامب، قال ترامب للصحافيين في البيت الابيض أمس الأول «أين ذهب الحزب الديموقراطي؟ أين ذهبوا في الدفاع عن هاتين المرأتين على حساب دولة إسرائيل.
أعتقد أن أي شخص يهودي يصوت لديموقراطي يظهر إما جهله التام أو خيانة كبرى».
وامتنع المسؤولون الإسرائيليون ومكتب رئيس الوزراء نتنياهو عن التعليق على تصريحات ترامب، وردا على سؤال عما قاله الرئيس الأميركي قال وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال ستاينيتز لراديو ريشيت بت «يجب ألا نتدخل في الخلافات السياسية في الولايات المتحدة. فنحن لنا علاقات طيبة مع الديموقراطيين والجمهوريين ولابد أن نستمر على هذا المنوال».
لكن الجماعات اليهودية الأميركية فتحت النار على ترامب، ووصلت حد اتهامه بمعاداة السامية، وتسييس قضية تصويت اليهود، وبالتشكيك بانتمائهم، في سياق جدال ممتد من سنين يتهم اليهود الأميركيين بالولاء المزدوج.
وقال جوناثان غرينبلات المدير التنفيذي لرابطة مكافحة التشهير، وهي منظمة يهودية غير حكومية تعنى بالدفاع عن حقوق اليهود، «من غير الواضح أي طرف ادعى (الرئيس الأميركي) أن اليهود «يتنكرون له»، لكن الاتهام بعدم الولاء استخدم مرارا لمهاجمة اليهود».
وأضاف «حان وقت الكف عن استخدام اليهود ككرة في اللعبة السياسية».
وأيدت هالي سويفر المديرة التنفيذية للمجلس الديموقراطي اليهودي الأميركي الموقف ذاته، إذ اعتبرت أن ترامب «ليس له الحق في إخبار اليهود الأميركيين أنه يعرف ما هو الأفضل لنا أو أن يطلب ولاءنا».
بدوره، انتقد السيناتور الديموقراطي عن فيرمونت بيرني ساندرز تصريحات ترامب على تويتر.
وكتب ساندرز الطامح للوصول للبيت الأبيض «أنا يهودي فخور وليس لدي قلق بخصوص التصويت لديموقراطي».
وقالت جماعة جيه.ستريت وهي جماعة ضغط يهودية أميركية ليبرالية في بيان أمس الأول «من الخطر والعار أن يهاجم الرئيس ترامب الأغلبية الكبيرة من الطائفة اليهودية الأميركية ويصفها بالغباء والخيانة».
وأضافت: «لكن ليس مفاجئا أن تنتقل هجمات الرئيس العنصرية المخادعة عن النساء التقدميات الملونات في الكونغرس الآن إلى تشويه يستهدف اليهود».
من جهتها، أعربت اللجنة الأميركية - اليهودية عن غضبها الشديد من تصريحات ترامب.
وقال ديفيد هاريس الرئيس التنفيذي للجنة «تعليقات الرئيس مثيرة للانقسام بشكل صادم ولا تليق بمن يشغل أعلى منصب منتخب» في البلاد.
هذا، ويواصل الرئيس الأميركي خلق الأعداء لنفسه في الداخل والخارج، حيث أعلن إلغاء لقائه مع رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريديريكسن بسبب رفضها بيع غرينلاند للولايات المتحدة، في إعلان أثار دهشة الدنمارك.
وفي كوبنهاغن، قالت الأسرة الملكية التي وجهت الدعوة إلى ترامب إنها «فوجئت» بالقرار.
وقالت المتحدثة باسم القصر الملكي الدنماركي ليني باليبي إنها ليس لديها أي تعليق آخر.
وبدت الطبقة السياسية بأكملها مذهولة.
وقال زعيم اليسار الراديكالي مارتن اوسترغارد عضو الأغلبية البرلمانية أن «الواقع يفوق الخيال (...) هذا الرجل لا يمكن التكهن بتصرفاته».
وكان ترامب كتب على تويتر أن «الدنمارك بلد يتسم بخصوصية وأهله رائعون، لكن بسبب تعليقات رئيسة الوزراء ميتي فريديريكسن التي قالت إنها غير مهتمة إطلاقا بمناقشة شراء غرينلاند، سأرجئ لقاءنا المقرر بعد أسبوعين إلى وقت آخر».
ويبدو أن الملياردير- الرئيس لم يستطع التخلي عن فكرة كونه رجل أعمال، حيث أضاف ان «رئيسة الوزراء تمكنت من توفير الجهد والمال على الولايات المتحدة بقولها ذلك مباشرة.
أشكرها على ذلك وأنتظر بفارغ الصبر تحديد موعد جديد في المستقبل» لعقد هذا اللقاء.