أشار أحدث استطلاع للرأي أجراه معهد «غالوب» تراجع معدل الرضا عن الرئيس الاميركي دونالد ترامب إلى 40% مقابل ارتفاع نسبة الساخطين عليه الى 54%، بحسب ما نشرت شبكة «سي ان ان»، فيما تلوح في الأفق تسريبات جديدة من «مخبر سري» ثاني حول اتهام ترامب بالضغط على نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لتقديم خدمات سياسية تساعده في انتخابات العام المقبل.
وتظهر هذه التطورات تعمق الأزمة التي يعيشها ترامب المهدد بالعزل، خصوصا بعدما أصدر النواب الديموقراطيون مذكرة رسمية تلزم البيت الأبيض تسليمهم جميع الوثائق المتعلقة بالقضية، وسط تزايد الأدلة بأن ترامب استغل منصبه بشكل غير قانوني لإقناع الرئيس الأوكراني بمساعدته على الإضرار بسمعة خصمه الديموقراطي المحتمل جو بايدن مقابل منح كييف مساعدات عسكرية ومالية.
وأفاد الديموقراطيون على رأس لجان الإشراف والاستخبارات والشؤون الخارجية «لقد رفض البيت الأبيض التعاون، أو حتى الرد على طلبات متعددة من لجاننا، لتسليم وثائق بشكل طوعي». وأضافوا أن أفعال ترامب «لم تترك لنا خيارا سوى إصدار» هذه المذكرة.
وتابع البيان «نأسف بشدة لأن الرئيس ترامب وضعنا - مع الأمة - في هذا الموقف، لكن أفعاله لم تترك لنا خيارا سوى إصدار» هذه المذكرة.
وفي الرسالة الموجهة لكبير موظفي البيت الأبيض ميك مولفاني، طلبت اللجان بأن يتم تسليم الوثائق المذكورة بحلول 18 أكتوبر الجاري، وصدرت المذكرة بعدما طلبت اللجان في وقت سابق من نائب الرئيس مايك بنس تسليم الوثائق.
وأشار المحققون إلى أن بنس كان على علم باتصالات ترامب بزيلينسكي وإلى عقده شخصيا لقاء مع الرئيس الأوكراني في 1 سبتمبر، إلى جانب النقاشات التي قد يكون أجراها مع ترامب والديبلوماسيين الأميركيين عن أوكرانيا والحصول على معلومات مؤذية سياسيا لبايدن. لكن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، اكد أمس أن الوزارة بعثت برد مبدئي على طلب الكونغرس.
وقال بومبيو في مؤتمر صحافي في اليونان «بعثت وزارة الخارجية رسالة الليلة قبل الماضية إلى الكونغرس وهي ردنا المبدئي على طلب الوثائق. سنفعل بوضوح جميع الأشياء المطلوبة منا بموجب القانون». وغمز بومبيو من صدقية التحقيق مشيرا إلى «أن السياسة لها دور واضح فيه».
ومما يفاقم أزمة ترامب ما كشفته صحيفة «نيويورك تايمــز» نقلا عن مصدرين مطلـــعــيــن، أن مســــؤولا استخباراتيا ثانيا يدرس في الوقت الحالي تقديم شكوى رسمية ضد ترامب، والإدلاء بشهادته في الكونغرس بشأن القضية ذاتها المتعلقة بمكالمته مع الرئيس الأوكراني.
وأشارت الصحيفة إلى أن المبلغ الثاني على اطلاع «مباشر» على الأحداث أكثر من المبلغ الأول، وهو أيضا مسؤول استخباراتي.
وقالت نيويورك تايمز إن «المخبر» الجديد المحتمل كان واحدا ممن حقق معهم المفتش العام لوكالات الاستخبارات مايكل إتكينسون حول مزاعم المبلغ الأول.
ورأت الصحيفة أن من شأن تقديم شكوى للكونغرس من قبل شخص أكثر قربا من الأحداث أن يعطي مصداقية لرواية عنصر الاستخبارات الأول، التي طالما شكك بها ترامب متهما المخبر بأنه زيف المعلومات.
يأتي هذا فيما أوردت بلومبيرغ نقلا عن «خمسة مصادر» أن الرئيس الأميركي أمر بإجراء «تقليص جوهري» لعدد موظفي مجلس الأمن القومي، الذي يعمل به حاليا حوالي 310 موظفين.
وفي هذه الأثناء، دعمت سلسلة رسائل نصية بين ديبلوماسيين أميركيين يتعاملون مع أوكرانيا نشرها محققون في الكونغرس اتهامـــات الديموقراطيين لترامب بأنه سعى للحصول على مساعدة خارجية في مسعاه للفوز مجددا في الانتخابات الرئاسية المقبلة في 2020.
وأظهرت رسائل الديبلوماسيين أن البعض شككوا في ضغوط ترامب على زيلينسكي، بما في ذلك تجميده المفترض لحزمة مساعدات عسكرية بقيمة 400 مليون دولار.
ورد نـــائـــب الرئـيـــــس الأميركي السابق بايدن بوصف ترامب بـ«الرئيس الأكثر فسادا الذي مـــر علينا في تاريخنا الحديث».
ووصف خلال تجمع انتخابي في لوس أنجليس الرئيس بأنه «معتوه».
وأضاف بايدن، أن ترامب «أدان نفسه بتصريحاته».
ترامب يعلّق دخول المهاجرين لبلاده دون تأمين صحي
أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب قرارا بتعليق دخول المهاجرين الذين يشكلون عبئا ماليا على نظام الرعاية الصحية في الولايات المتحدة ابتداء من الثالث من نوفمبر المقبل.
وقال البيت الأبيض في بيان له أمس الأول: «يجب على المهاجرين الذين يقدمون للحصول على التأشيرات إثبات أنه سيكون هناك تأمين صحي يغطيهم خلال 30 يوما من دخول البلاد أو سيكون لديهم الموارد المالية لدفع التكاليف الطبية».
وأضاف البيان أن القاعدة الجديدة التي ستدخل حيز التنفيذ في الثالث من نوفمبر ستطبق على هؤلاء الذين يسعون للحصول على تأشيرات وليس على هؤلاء الذين يسعون للجوء ولن تطبق على الأطفال.
وتحاول إدارة ترامب المضي باتجاه نظام هجرة «قائم على الاستحقاق»، فيما يستشهد الرئيس كثيرا بنظام الهجرة الكندي كمثال على ما يجب أن يكون عليه النظام الأميركي.
وجعل ترامب تحسين الأمن على طول الحدود الأميركية- المكسيكية أولوية رئيسية لإدارته.
وتدخل إدارة ترامب في معارك الكونغرس بشأن الجدار وغيره من المسائل الأمنية الحدودية، وكذلك جهود ترامب لمنع تدفق المهاجرين غير القانوني والمخدرات وطالبي اللجوء إلى الولايات المتحدة الأميركية.