كرّست الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التونسية الفوز الكاسح لأستاذ القانون الدستوري قيس سعيد في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي جرت أول من امس.
وأعلنت الهيئة ـ في مؤتمر صحافي ـ أنه بعد الانتهاء من فرز أصوات الناخبين بجميع مراكز الاقتراع، حصد سعيد على 72.71% من أصوات الناخبين، بينما حصل منافسه رجل الأعمال نبيل القروي، الذي اقر بالهزيمة، على 27.29% من الأصوات.
ومن المقرر أن يتم الإعلان عن النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية في غضون عشرة أيام بعد البت في الطعون، في حال وجودها، على أن يتم تنصيب الرئيس الجديد بحلول 26 الجاري على أقصى تقدير.
وشكل الفوز الكاسح الذي حققه المرشح المستقل وأستاذ القانون الدستوري سعيد، بمجموع أصوات فاق وحده أصوات جميع الأحزاب في الانتخابات التشريعية الأخيرة، ضغطا كبيرا على البرلمان المشتت، بسبب حصوله على مشروعية شعبية أوسع، مقارنة بكل الأحزاب الفائزة بمقاعد.
ويرى محللون أن «الفوز قيمته معنوية ورمزية، وهو يعطي قيس سعيد مشروعية واسعة النطاق وتجعل منه رئيسا قويا، ولكنها لا تمس من الصلاحيات الدستورية ولا تجعل منه سلطة أقوى من البرلمان».
وستكون أولى مهام الرئيس الجديد بعد إعلان النتائج الرسمية والنهائية تكليف مرشح لتشكيل الحكومة الجديدة.
وكان آلاف التونسيين وخاصة الشباب احتفلوا بفوز قيس سعيد، الذي لم يطلق وعودا بالتشغيل ولا مكافحة الفقر أثناء حملته الانتخابية بل تعهد فقط بتطبيق القانون وكرر شعارات «الشعب يريد».
وفي وقت تلقى سعيد التهنئة من الرئيس المؤقت للبلاد محمد الناصر، لانتخابه رئيسا للجمهورية ونيله ثقة الشعب، تدفق أنصاره على شوارع العاصمة مرددين أغاني ثورة الياسمين محتفلين بفوزه وإزاحته لكل المنظومة السياسية الراسخة في البلاد.
وشكر سعيد الشباب الذي «فتح صفحة جديدة في التاريخ»، «سأحمل الأمانة... الشعب يريد». وأكد «احترم كل من اختار بكل حرية (...) انتهى عهد الوصاية وسندخل مرحلة جديدة في التاريخ».
وتابع: «قدمتم درسا للعالم وأبهرتم العالم، أشكركم من أعماق الأعماق»، مضيفا: «نحن في حاجة الى تجديد الثقة بين الحاكم والمحكومين».
وأكد أن القضية الفلسطينية ستكون ضمن أولوياته في الخارج، مبينا «سنعمل في الخارج من أجل القضايا العادلة وأولها القضية الفلسطينية».
في المقابل، أقر المرشح الخاسر في الانتخابات نبيل القروي بالهزيمة وهنأ خصمه، ملقيا باللوم على قرار سجنه، في خسارته للسباق الرئاسي في جولة الإعادة. وقال القروي وهو رجل اعمال ورئيس حزب «قلب تونس» في مؤتمر صحافي، إنه منع زورا وبهتانا من القيام بحملته الانتخابية ما أثر حسب رأيه على مبدأ تكافؤ الفرص.
على صعيد مختلف، نقلت وسائل إعلام رسمية تونسية عن وزارة الداخلية قولها إن فرنسيا قتل وأصيب جندي تونسي بعد أن طعنهما رجل بسكين في مدينة جرزونة التي يربطها جسر بمدينة بنزرت الساحلية شمالي البلاد.
وذكرت وكالة «تونس أفريقيا» للأنباء نقلا عن المتحدث الرسمي باسم الوزارة خالد الحيوني قوله امس إن الشرطة تعرفت على هوية المهاجم، وهو رجل يبلغ من العمر 28 عاما وله سجل إجرامي، لكنه لم يتطرق إلى الدافع المحتمل للجريمة.