سمحت المحكمة العليا في الهند امس، ببناء معبد هندوسي في موقع أيوديا المتنازع عليه في شمال البلاد وكان متطرفون هندوس دمروا فيه مسجدا في 1992، في قرار يشكل انتصارا للحكومة القومية التي يقودها ناريندرا مودي.
وبعيد إعلان الحكم، أشاد مودي بالقرار.
وكتب في تغريدة أن «القضاء أنهى بشكل ودي قضية مستمرة منذ عقود». واضاف أن «كل طرف وكل وجهة نظر منحت الوقت اللازم والفرصة للتعبير عن وجهات نظر مختلفة»، مؤكدا أن «هذا الحكم سيعزز ثقة الشعب في الإجراءات القضائية».
وكانت الهند عززت الإجراءات الأمنية في جميع أنحاء البلاد خوفا من أن يثير القرار النهائي اضطرابات بسبب التوتر بين المسلمين والهندوس منذ عقود حول هذا الموقع.
وأمرت أعلى هيئة قضائية هندية في قرارها بأن يعهد بالموقع لهيئة ستقوم ببناء معبد هندوسي فيه وفق بعض الشروط. وسيتم تسليم أرض أخرى منفصلة في أيوديا إلى مجموعات مسلمة لبناء مسجد جديد عليها، بحسب القرار التاريخي الذي يهدف إلى إنهاء عقود من النزاع القانوني والديني.
وذكرت وسائل إعلام أن المحكمة قالت ان آلة اثرية تشير إلى وجود هيكل كان مشيدا قبل المسجد في الموقع «الهندوسي الأصل».
ويفترض أن يضع القرار حدا لنزاع حاولت بريطانيا القوة المستعمرة السابقة وحتى الدالاي لاما التوسط لتسويته.
من جانبه، قال ظافرياب جيلاني أحد محامي المسلمين في الدعوى أن الحكم «جائر»، مؤكدا أنه يفكر في تقديم طلب مراجعة.
أما فارون كومار سينها محامي واحدة من المجموعات الهندوسية، فقد رأى أنه «حكم تاريخي، وبهذا الحكم وجهت المحكمة العليا رسالة وحدة في إطار التعاون».
وسعى حزب «بهاراتيا جاناتا» من خلال حملة استمرت لسنوات من أجل بناء معبد في أيوديا، لذلك يشكل الحكم انتصارا كبيرا له بعد أشهر من بدء الولاية الثانية لمودي الثانية.
لكنه في المقابل يشكل ضربة لكثيرين من الأقلية المسلمة التي تضم 200 مليون شخص.
وكان التوتر بسبب النزاع على الموقع بلغ ذروته في 6 ديسمبر 1992، عندما دمر قوميون هندوس مسجد بابري الذي شيد قبل 460 عاما. وكان القوميون الهندوس حينذاك في المعارضة واصبحوا اليوم في السلطة.
وقال المتشددون الهندوس الذين يشكلون أغلبية في الهند بمن فيهم مؤيدون لحزب الشعب الهندي (بهاراتيا جاناتا) الذي يقوده مودي، إن هذا الموقع الذي كان يضم حتى عام 1992، مسجدا بني في القرن الـ16، هو مكان ولادة ما يسمى الاله راما «الإله المحارب».