خطت إيران عدة خطوات على طريق تحديها للقوى الكبرى وتخفيض التزاماتها بالاتفاق النووي الموقع عام 2015.
فقد بدأت أمس صب خرسانة مفاعل «بوشهر» الثاني، بحضور رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي، ورئيس شركة «آتوم ستروي إكسبورت» الروسية ألكسندر لوكاشين.
وقال علي أكبر صالحي مدير منظمة الطاقة الذرية الإيرانية في مراسم بثها التلفزيون «الطاقة النووية توفر كهرباء يمكن الاعتماد عليها»، وأضاف: «كل محطة نووية توفر لنا 11 مليون برميل من النفط أي 660 مليون دولار سنويا».
وكان صالحي قد أشار - في تصريح لدى وصوله إلى محافظة بوشهر أمس الأول - إلى أنه في المستقبل القريب مباشرة سيتم العمل على تشييد المفاعل الثالث، موضحا ان هذا يأتي في سياق الاتفاقية مع الجانب الروسي فيما يرتبط بالمحطات الجديدة، وستكون طاقة كل من الوحدتين الثانية والثالثة 1050 ميغاواط.
ووصف إنشاء الوحدتين الثانية والثالثة في المحطة بأنه «أضخم مشروع في البلاد»، حيث تبلغ تكلفته 10 مليارات دولار.
وكانت «رويترز» نقلت عن مصدرين مطلعين في أواخر أكتوبر أن الولايات المتحدة تعتزم السماح لشركات روسية وصينية وأوروبية بمواصلة العمل في المنشآت النووية الإيرانية لتجعل من الأصعب على إيران تطوير أسلحة نووية.
غير ان المتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي، هدد بأن بلاده قادرة على تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%، وذلك استمرارا لتقليص التزاماتها النووية كرد على رفض أوروبا التحايل على العقوبات الأميركية والتجارة مع إيران.
ونقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية عن كمالوندي اعتباره أن يوم أمس الأحد سيكون «يوما مهما للصناعة النووية الإيرانية» بعد البدء بضخ الغاز في 1044 من أجهزة الطرد المركزي في منشأة فوردو النووية، كخطوة رابعة في تخفيض طهران لالتزاماتها النووية بموجب الاتفاق النووي لعام 2015 مع القوى العالمية.
وأضاف أن طهران تقوم بتخصيب اليورانيوم بنسبة 5% في الوقت الحاضر، لكنها مستعدة لرفعها إلى 20% أو 60% استمرارا لتقليص التزاماتها. وأقر بانتهاك بند الاتفاق النووي الموقع مع القوى الكبرى عام 2015 والذي ينص - وفق خطة العمل الشاملة المشتركة - ألا تدخل أي مواد نووية إلى فوردو لمدة 15 عاما.
وكانت إيران قد ذكرت سابقا أن الجيل الجديد من أجهزة الطرد المركزي التي تم إطلاقها في فوردو قادرة على تخصيب المزيد من اليورانيوم في درجات أعلى.
واعتبرت الخارجية الإيرانية أنها منحت الديبلوماسية الوقت الكافي قبل اتخاذ قرارات تخفيض الالتزامات المنصوص عليها في الاتفاق النووي.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) عن المتحدث باسم الخارجية عباس موسوي القول: «إيران أعطت للديبلوماسية فرصة كافية، وعندما قررت البدء في خفض الالتزامات جاء هذا على أساس حقوقها في الاتفاق النووي».
لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن «باب الديبلوماسية مازال مفتوحا،».
وفي السياق، رفضت «الخارجية» الإيرانية أمس، تقارير عن عثور الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة على آثار لليورانيوم في موقع إيراني، سبق ووصفته إسرائيل بأنه «مخزن نووي سري»، ووصفت هذه التقارير بأنها «فخ».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي «النظام الصهيوني وإسرائيل يحاولون إعادة فتح هذا الملف.. لقد أعلنا أن هذا فخ.. نأمل أن تحافظ الوكالة الدولية للطاقة الذرية على يقظتها».