استمر التصعيد لليوم الثاني على التوالي في غزة مع تكثيف الاحتلال غاراته الجوية على القطاع وإطلاق الفصائل الفلسطينية صواريخ على اسرائيل دون أي بوادر تهدئة، فيما ارتفع عدد الشهداء والحرجى.
وبعد ليلة هادئة نسبيا، أطلقت المقاومة دفعة جديدة من الصواريخ على اسرائيل التي ردت بسلسلة غارات رفعت حصيلة الضحايا إلى 23 شهيدا منذ فجر امس الاول بينهم سيدة، و69 إصابة ما لا يقل عن 69 آخرين، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي إن قواته نفذت «موجة واسعة» من الهجمات ضد أهداف «للجهاد الإسلامي» في غزة. وقال متحدث عسكري إن ضربات جوية قضت على ما لا يقل عن ثلاثة أطقم لإطلاق الصواريخ.
وأكدت «الجهاد الإسلامي» أن اثنين من مقاتليها لقيا حتفهما في ضربتين منفصلتين جنوبي غزة.
ودفعت صفارات الإنذار الإسرائيليين إلى الهرع للملاجئ في بلدات قرب الحدود مع غزة وفي مناطق أبعد داخل إسرائيل، مع دوي صفارات الإنذار في مناطق إلى الشمال حتى تل أبيب بينما أصابت الصواريخ طرقا سريعة وبلدات إسرائيلية.
وحشد الجيش الإسرائيلي مركبات مدرعة على طول الحدود مع غزة على الرغم من أن احتمالات شن هجوم بري تبدو غير مرجحة في هذه المرحلة.
وأعلنت «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي مسؤوليتها عن إطلاق صواريخ قائلة انها «رد طبيعي على جرائم الاحتلال الصهيوني».
واستمر إغلاق المدارس ومعظم المكاتب الحكومية في غزة لليوم الثاني، وكذلك الحال بالنسبة للمدارس في معظم جنوب إسرائيل.
في غضون ذلك، هدد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال ترؤسه اجتماعا لحكومته «نواصل ضرب الجهاد الإسلامي بعدما قضينا على قائدها الكبير في قطاع غزة، ولذا أمامهم خيار واحد إما الكف عن شن الهجمات أو تكبد المزيد من الضربات».
في المقابل، قال مصعب البريم المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي «لا حديث عن وساطات وليس من المناسب الحديث عنها مع احترامنا لأي جهد عربي وعند استكمال رسالة الرد يمكن الحديث عن الهدوء».
وقال مسؤول بالحركة طلب عدم ذكر اسمه «محاولات استعادة التهدئة لم تنجح، الجهاد الإسلامي ترى أن الوقت حان للرد على سياسة الاغتيالات التي أحياها العدو الصهيوني».
من جانبها، هددت حركة «حماس» بالتدخل «في المعركة» في حال استمر القصف الإسرائيلي على غزة.
وشددت الحركة في بيان امس على أنها «لن تسمح للاحتلال بفرض معادلاته وسياساته» على الشعب الفلسطيني، مؤكدة أن «عليه دفع ثمن حماقاته ودخوله في مقامرة غير محسوبة العواقب».
وقالت إنها «لن تتخلى عن واجبها في الدفاع عن الشعب الفلسطيني وحماية مصالحه، وردع الاحتلال المجرم، والتصدي لعدوانه مهما بلغت التضحيات».