أعلنت إيران أمس «الانتصار» على موجة المظاهرات العارمة التي شهدتها في الايام الماضية احتجاجا على رفع أسعار البنزين، وسط معلومات عن تجاوز عدد القتلى الـ 200.
وقال المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي في خطاب بثه التلفزيون «دحرنا العدو خلال الأحداث الأمنية في الأيام الأخيرة»، وقال ان الاحتجاجات لم تكن ناتجة عن حراك شعبي، وانما «كانت ممارسات امنية وليست شعبية».
وأكد «فرضنا التقهقر على العدو في ميادين الحرب العسكرية والسياسية والامنية».
ولم يحدد المرشد الأعلى من هو هذا «العدو»، لكن السلطات اتهمت خلال الأيام الأخيرة قوى أجنبية، خصوصا الولايات المتحدة، بإثارة الاضطرابات.
بدوره، أشاد مسؤول في الحرس الثوري الإيراني بنجاح قواته في مواجهة «مثيري الشغب»، وانها لم تسمح لهم بتحويل طهران إلى بيروت وبغداد، في إشارة الى الاحتجاجات التي تشهدها العاصمتان منذ أسابيع لاسقاط النظامين القائمين والقضاء على الفساد.
وقال اللواء محمد رضا يزدي القائد في الحرس الثوري، خلال تشييع أحد قتلى قوات التعبئة «الباسيج» في الاحتجاجات، «هناك من باعوا أنفسهم للأعداء يسعون إلى ضرب الأمن في إيران وطهران، لكن قواتنا المدافعة عن الأمن واجهت مثيري الشغب ولم تسمح لهم بتحويل طهران إلى بيروت وبغداد، فهناك في الداخل والخارج من يريدون أن يحولوا طهران إلى بغداد وبيروت».
ولفت يزدي إلى أن «بعض مثيري الشغب ساهموا في الاضطرابات عن غير وعي فقط، لأنهم يعارضون بعض السياسات في البلاد، لكن بعضهم مرتبط بعناصر أجنبية».
وعلى غرار خامنئي، أعلن الرئيس حسن روحاني أن إيران خرجت «منتصرة» وموحدة من الاضطرابات.
وقال في كلمة أمام مجلس الوزراء إن «الشعب الإيراني بدد مخططات العدو في حوادث مختلفة، وهذه المرة نجح ايضا في افشال مخططات العدو، واحباط مؤامرات أولئك الذين فرضوا العقوبات القصوى في السنتين الماضيتين».
وأضاف أن «القليل ممن نزلوا إلى الشوارع في الأيام الأخيرة كانوا من مثيري الشغب».
وقال ان هؤلاء «كانوا أكثر تنظيما وتنسيقا ومسلحين ايضا ويعملون بالكامل وفقا لبرنامج أعد من قبل القوى الرجعية والصهاينة والأميركيين».
وفي اشارة الى المظاهرات المؤيدة التي نظمتها السلطات، قال روحاني أيضا «رأيتم تظاهرات هائلة (شعبية) عفوية في عدة مدن، بدأت في زنجان (شمال شرق) وتبريز (شمال شرق).. ومدن أخرى».
واعتبر أن هذه التظاهرات «الدليل الأقوى على قوة الأمة الإيرانية»، مضيفا أن «إيران أظهرت للعالم يقظتها ووعيها (الذاتي) ووحدتها وتضامنها مع النظام» السياسي «بأكمله».
وإيران منقطعة عن العالم منذ مساء السبت بعد قطع الانترنت الذي حذرت الحكومة أنه لن يعود قبل عودة الهدوء.
وبسبب هذا التعتيم، من الصعب تقييم الوضع عامة في كافة أنحاء البلاد، حيث أكدت السلطات مقتل خمسة أشخاص، بينهم ثلاثة من قوات الأمن قتلوا «بالسلاح الأبيض» من قبل «مثيري شغب»، غير أن منظمة العفو الدولية أشارت الى ان عدد القتلى يتجاوز الـ 100 قتيل.
وقالت انه «وفقا لتقارير موثوقة فإن 106 متظاهرين على الأقل قتلوا في 21 مدينة».
وأضافت أن «حصيلة القتلى الحقيقية ربما تكون أعلى من ذلك بكثير، حيث تشير بعض التقارير إلى مقتل نحو 200 متظاهر»، ووصفت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة تقرير المنظمة بأنه «مزاعم لا أساس لها من الصحة وبيانات ملفقة».