قال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ان الرؤية الأممية المشتركة التي بدت واضحة في بداية الألفية الجديدة «تشوشت» مؤكدا أن المشاكل التي تعرقلها «لا يمكن حلها من دون جهود دولية منسقة ورؤى مشتركة».
جاء ذلك في كلمة افتتح بها أمير قطر أعمال منتدى الدوحة تحت شعار (الحوكمة في عالم متعدد الاقطاب) بمشاركة ثلاثة آلاف شخص من مختلف دول العالم واكثر من 250 متحدثا.
وقال سمو الشيخ تميم «لقد تشوشت الرؤية الأممية المشتركة التي بدت واضحة في بداية الألفية الجديدة سواء لناحية الشرعية الدولية وقضايا الفقر والبيئة والمناخ، أو ما يتعلق بمحاسبة مجرمي الحرب». وأضاف «لكن المشكلات والتحديات بقيت هي نفسها ومشاكل البيئة والمناخ تتفاقم ولم تحل قضية الفقر المزمن في مناطق شاسعة في العالم وكذلك قضايا الاحتلال وضم أراضي الغير بالقوة».
وأكد «ان ثمة علاقة وطيدة بين الفقر والحروب وتفاقم قضايا اللجوء والهجرة، كما استفادت ميليشيات مسلحة من صراعات المحاور وتعقدت عملية محاسبة مجرمي الحرب».
وأوضح سمو الشيخ تميم ان «هذه المشاكل لا يمكن حلها من دون جهود دولية منسقة ورؤى مشتركة ومثلها قضايا التطرف العنيف الذي لا يقتصر على دين او عرق كما لا يفرق في استهدافه للأبرياء بناء على النوع او العنصر او الملة». وقال «لقد آلينا على أنفسنا في قطر الا نكتفي بنقد هذا الواقع وان نحاول الاسهام في الاجابة عن هذه الاسئلة ولو جزئيا».
وتابع سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ان سياسة بلاده تقوم على اساس احترام القانون الدولي وحل النزاعات سلميا.
وذكر «أما على المستوى الإغاثي والتنموي فقد أعلنا على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي تخصيص مبلغ 100 مليون دولار للدول الجزرية الصغيرة لمواجهة تغير المناخ، كما تعهدت دولة قطر بتعليم مليون طفلة في مناطق النزاعات بحلول العام 2021».
وقال سمو الشيخ تميم بن حمد: «يسهم صندوق قطر للتنمية سنويا بحوالي 600 مليون دولار لصالح مشروعات إغاثية وتعليمية وصحية في حوالي 59 دولة في جميع القارات، كما أن قطر الخيرية أسهمت بحوالي 400 مليون دولار لصالح مشروعات تنموية استفاد منها نحو عشرة ملايين إنسان في 50 دولة».
وتتضمن أعمال المنتدى مجموعة من الجلسات العامة والنقاشية والكلمات الرئيسية التي تتمحور حول موضوعات وقضايا عالمية مثل الهجرة واللاجئين والتطرف وتحديات الحوكمة في العالم وحروب الوكالة وكذلك آليات التعاون الاقليمي والتوازنات العالمية الجديدة.
وفي ختام كلمته بالمنتدى، أعلن الأمير تميم اختيار رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد شخصية العام، مشيرا إلى أنه يعد «مثالا يحتذى في الحكم الرشيد».
وبهذه المناسبة، قال سمو الشيخ تميم: يسرني تكريم شخصية عالمية في هذا المنتدى، تعد مثالا يحتذى في الحكم الرشيد، فقد استطاع أن يحقق نقلة نوعية هائلة في الاقتصاد والتعليم والإنتاج في بلده.
وأوضح سمو الشيخ تميم أن «مهاتير محمد كافح ضد الطبقية الاجتماعية ليجعل التعليم والصحة حقا لجميع أبناء وطنه مع تعزيز التعايش الديني والسلم المجتمعي، فضلا عن مكافحة الفساد ووقوفه مع القضايا العادلة حول العالم، والعزيمة التي لا تعترف بالزمن ولا بالعمر».
ويشارك في المنتدى الذي تم إنشاؤه عام 2000 كمنصة حوار عالمية تجمع قادة الرأي وصناع السياسات حول العالم لطرح حلول مبتكرة وقابلة للتطبيق ثلاثة آلاف شخص من مختلف دول العالم واكثر من 250 متحدثا.
من جهة اخرى، قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني امس، إن تقدما طفيفا تحقق في سبيل حل الخلاف الخليجي.
وردا على سؤال عما إذا كان أي تقدم قد تحقق خلال قمة مجلس التعاون الخليجي التي انعقدت الأسبوع الماضي في الرياض، قال الوزير لـ«رويترز» إن «تقدما طفيفا (تحقق)، مجرد تقدم طفيف».