أكد الحرس الثوري الإيراني أن الضربات الصاروخية الأخيرة على القواعد الأميركية بالعراق لم تستهدف قتل جنود أميركيين وإنما الإضرار «بالآلة العسكرية» الأميركية مضيفا أنها «بداية لسلسلة هجمات عبر المنطقة»، وفي الوقت ذاته ردت طهران على فرض واشنطن عقوبات جديدة عليها برفض التفاوض على اتفاق نووي جديد.
وقال أمير علي حاجي زادة قائد القوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي إن «الثأر الملائم» لمقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني هو طرد القوات الأميركية من الشرق الأوسط.
وأضاف أن إيران لديها مئات الصواريخ على أهبة الاستعداد، منوها إلى أنه عندما أطلقت طهران الصواريخ مؤخرا استخدمت «الهجمات الإلكترونية لتعطيل أنظمة الملاحة بالطائرات والطائرات المسيرة (الأميركية)».
ونقلت وكالة «تسنيم» للأنباء عن نائب رئيس الحرس الثوري علي فدوي قوله إن الهجمات الصاروخية الإيرانية الأخيرة كانت بمنزلة استعراض للقوة العسكرية وإن القوات الأميركية «لم تستطع أن تحرك ساكنا».
بدوره، قال القائد البارز في الحرس الثوري عبدالله عراقي إن طهران ستنفذ «انتقاما أشد قريبا» بعد هجماتها الصاروخية على أهداف أميركية في العراق.
جاء ذلك غداة قول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن إيران «تتراجع» فيما يبدو عقب الهجمات الصاروخية التي لم تلحق ضررا بالقوات الأميركية في العراق.
أميركيا، قال مايك بنس نائب الرئيس الأميركي إن الولايات المتحدة تلقت معلومات بأن إيران طلبت من ميليشيات حليفة لها ألا تهاجم أهدافا أميركية.
وقال بنس في مقابلة مع شبكة سي.بي.إس نيوز الاميركية «نتلقى معلومات استخباراتية مشجعة بأن إيران تبعث برسائل لتلك الميليشيات نفسها بألا تتحرك ضد أهداف أميركية أو مدنيين أميركيين، ونأمل أن تجد تلك الرسالة صدى».
وأشار إلى أن الشعب الأميركي يستطيع أن يرتاح بفضل «القيادة القوية التي أظهرها الرئيس ترامب والشجاعة الكبيرة التي أثبتتها قواتنا المسلحة المحترفة خلال الأسابيع الماضية بغض النظر عن الهجوم الصاروخي».
وحول احتمالية شن إيران حربا سرية عن طريق الميليشيات، قال نائب الرئيس الأميركي: «نحن نتعامل مع نظام هو الأكبر والممول الرئيس للإرهاب منذ 20 عاما»، مضيفا «سوف نواصل استعداداتنا وتحضيراتنا ومواجهة هذا النظام كما فعل الرئيس دونالد ترامب هذا الأسبوع».
وبشأن الاستراتيجية التي تنتهجها الإدارة الأميركية تجاه إيران وماذا كانت أميركا تسعى لتغيير النظام، قال بنس إن «الإدارة الأميركية لا تسعى لتغيير النظام في إيران ولكن تسعى لتغيير سلوك هذا النظام».
وعن عدم وجود إصابات لدى الجنود الأميركيين ومدى دقة التقارير التي تحدثت عن تعمد إيران تجنب أي إصابات في الجنود الأميركيين، أوضح نائب الرئيس الأميركي أنهم تسلموا تحذيرات من هجمات إيرانية وشيكة حول العالم خلال الأيام التي تلت مقتل سليماني.
وأضاف: «حركنا القوات ورفعنا درجة الحماية.. ولدينا نظام إنذار مبكر ساهم في الحفاظ على قواتنا وحلفائنا من التعرض لأي ضرر».
وفي السياق، أعلن وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر أنه باغتيال الجنرال قاسم سليماني فإن الولايات المتحدة «استعادت مستوى من الردع» بمواجهة إيران.
وقال إسبر للصحافيين مساء امس الأول إنه «بالضربات التي نفذناها ضد كتائب حزب الله العراقي في أواخر ديسمبر المنصرم ثم بعمليتنا ضد سليماني، أعتقد أننا استعدنا مستوى من الردع معهم»، مضيفا «لكننا سنرى. المستقبل سيخبرنا».
بالمقابل بدا رئيس هيئة الأركان الأميركية، الجنرال مارك ميلي، أكثر تحفظا من إسبر بشأن الأثر الرادع لاغتيال سليماني.
وقال الجنرال ميلي «أعتقد أنه من السابق لأوانه قول ذلك»، مشيرا إلى أن الصواريخ التي أطلقتها إيران على قواعد يتمركز فيها جنود أميركيون في العراق كان قصفا «هدفه القتل».
وأوضح رئيس الأركان الأميركي أن طهران أطلقت 16 صاروخا بالستيا من ثلاثة مواقع في إيران، أصاب 11 صاروخا منها القاعدة الجوية في عين الأسد غربي العراق وصاروخ واحد قاعدة حرير في أربيل، في حين فشلت الصواريخ الأربعة المتبقية.
واعتبر ميلي أن واقع عدم تسببها بإصابات بشرية «مرتبط بالأساليب الدفاعية التي استخدمتها قواتنا أكثر من ارتباطه بنيّة» إيران.
الى ذلك، قالت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة، كيلي كرافت، في رسالة وجهتها إلى مجلس الأمن الدولي، إن قتل قاسم سليماني كان دفاعا عن النفس، وتوعدت بأن واشنطن ستتخذ إجراء جديدا «إذا اقتضت الضرورة» في الشرق الأوسط لحماية جنودها ومصالحها.