أعلنت إيران أمس عن اعتقال عدد لم تكشف عنه من المشتبه في ضلوعهم بدور في إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية فوق طهران، ودعا الرئيس حسن روحاني إلى محاسبة المسؤولين عن الكارثة، فيما تواصلت لليوم الرابع على التوالي الاحتجاجات المناهضة للحكومة على خلفية اعترافها بتحمل مسؤولية هذا الحادث المروع.
وقال الناطق باسم السلطة القضائية غلام حسين إسماعيلي خلال مؤتمر صحافي «لقد تم القيام بتحقيقات واسعة واعتقال بعض الأشخاص».
وهو أول إعلان عن اعتقالات منذ إسقاط الطائرة الأوكرانية عن طريق الخطأ بصاروخ باليستي بعيد إقلاعها من طهران الأربعاء الماضي. وأضاف اسماعيلي «لقد تم القيام بعدة تحقيقات في تلك المنطقة وفي كل ليلة كان فريقنا القضائي يعمل على الحصول على وثائق حتى منتصف الليل».
جاء ذلك بعيد إعلان الرئيس حسن روحاني أن إيران ستعاقب كل المسؤولين عن إسقاط الطائرة في كارثة أثارت تظاهرات غاضبة في مختلف المدن الإيرانية.
وقال روحاني في كلمة بثها التلفزيون الرسمي أمس إن «اعتراف القوات المسلحة الإيرانية بخطئها خطوة أولى طيبة»، مضيفا أن إيران ستعاقب كل الضالعين في إسقاط الطائرة.
وتابع: «بالنسبة لشعبنا، من المهم جدا بخصوص هذا الحادث أن يحال أي شخص كان على خطأ أو ارتكب إهمالا على أي مستوى» الى القضاء، مضيفا «كل الذين يجب أن يعاقبوا، سيعاقبون»، مؤكدا أن حكومته «مسؤولة أمام الأمة الإيرانية والدول الأخرى التي فقدت رعايا في الحادث».
من جهة أخرى، أعلنت باسم السلطة القضائية في إيران أن السفير البريطاني في طهران هو شخص غير مرغوب فيه وفق القوانين الدولية. ونقلت وكالة أنباء (تسنيم) الإيرانية عن المتحدث باسم السلطة القضائية قوله إن مشاركة السفير البريطاني في تجمع غير قانوني، وتصوير مكان التجمع وتأدية دور المحرض لتشكيل تجمعات واستمرارها بشكل غير قانوني، يعتبر أمرا غير مقبول بأي شكل من الأشكال.
الى ذلك، أعلنت الدول الأوروبية الأطراف في الاتفاق النووي (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) عن تفعيل آلية تسوية الخلافات التي ينص عليها الاتفاق المبرم عام 2015، وذلك في خطوة تستهدف إلزام طهران بالعودة إلى احترام تعهداتها، وفق ما أعلن وزراء خارجية الدول الثلاث في بيان مشترك أمس.
وقال الوزراء في البيان إن «دولنا الثلاث لا تنضم إلى الحملة الهادفة إلى ممارسة ضغوط قصوى على إيران»، ملمحين بذلك إلى عدم رغبتهم في اتباع سياسة العقوبات التي تنتهجها الولايات المتحدة. وقال وزراء خارجية: فرنسا جان إيف لودريان والمانيا هايكو ماس وبريطانيا دومينيك راب في بيانهم المشترك «نعمل بنية حسنة والهدف الأساسي هو الحفاظ على الاتفاق مع أمل صادق بالتوصل إلى حل للخروج من المأزق بواسطة الحوار الديبلوماسي البناء، مع البقاء في إطاره».
وأضافوا: «نأمل في إعادة إيران إلى الاحترام الكامل لتعهداتها بموجب الاتفاق».
وفي سياق غير بعيد، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن موسكو مستعدة للمساعدة في إقامة حوار بين الولايات المتحدة وإيران إذا أبدى الجانبان اهتماما حقيقيا بهذا.