تحولت «ووهان» الصينية بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد من مدينة تعج بالحياة إلى مدينة معزولة عن العالم، لتشكل هي والمدن المحيطة بها أكبر حجر صحي عبر التاريخ البشري، وهو ما دفع بعض وسائل الإعلام المحلية والدولية إلى تسميتها «مدينة أشباح» أو «مدينة وباء».
وارتفعت حصيلة الضحايا الذين حصدهم الفيروس الذي كشر عن أنيابه إلى اكثر من 106 وفيات في الصين، مع استمرار تفشي الفيروس المستجد وتسجيل حوالي 1300 إصابة جديدة، ليلامس العدد الاجمالي للاصابات الـ5 آلاف شخص، بحسب ما أعلنت السلطات.
وفرضت السلطات الصينية حصارا مطبقا على مدينة ووهان و10 مدن أخرى ليصبح الحجر الصحي مطبقا فعليا على نحو 56 مليون شخص، كما فرضت سلسلة قيود على التنقلات في كامل أنحاء البلاد. وأصبح سكان ووهان بؤرة انتشار الفيروس وما حولها وسط الصين معزولين عن العالم منذ الخميس الماضي، في حين أغلقت معظم المحال التجارية أبوابها، وحظرت فيها حركة السير غير الضرورية.
وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ امس، إن بلاده تخوض معركة خطيرة ضد فيروس كورونا المستجد الذي وصفه بأنه «شيطان» وتعهد بالشفافية في الجهود التي تبذلها الحكومة لاحتواء المرض. وقال شي في لقاء مع مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم وفق ما نقلت وسائل إعلام رسمية «الوباء شيطان، ولا يمكننا أن نتركه يختبئ». وأضاف «لطالما تبنت الحكومة الصينية موقفا منفتحا وشفافا ومسؤولا للكشف في أسرع وقت ممكن عن معلومات بشأن الوباء».
من جانبه، أعرب أدهانوم، امس عن ثقة المنظمة في قدرة الصين على احتواء تفشي فيروس كورونا المستجد، مؤكدا عدم وجود حاجة لإجلاء الأجانب من مدينة ووهان الصينية، «بؤرة تفشي الوباء».
وفي السياق أعلنت اللجنة الوطنية للصحة في الصين أن فيروس كورونا ينتقل بشكل أساسي عن طريق الرذاذ، وسط إمكانية أن يسهم التلامس في انتشاره أيضا.
وذكرت اللجنة في بيان امس أن كل الأشخاص معرضون للإصابة بالفيروس بشكل عام، بما في ذلك الأطفال والرضع، وإذا أصيب كبار السن أو أشخاص لديهم مشاكل صحية كامنة مثل الداء السكري وارتفاع ضغط الدم.
وطالبت الصين مواطنيها والمقيمين بأراضيها بإرجاء خطط سفرهم «التي لا ضرورة لها» إلى الخارج، ومذكرة بأن «خفض التنقلات عبر الحدود يساهم في السيطرة على الوباء».
من جهتها، أعلنت شركة النقل العام في العاصمة بكين أنها ستعلق معظم خدمات الحافلات إلى إقليم هوبي المجاور الذي ظهر الفيروس فيه اعتبارا من امس، لاحتواء التفشي.
الى ذلك، أعلنت السلطات الألمانية، امس الاول، تسجيل أول إصابة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد، مشيرة إلى أن المصاب رجل يقيم في إقليم بافاريا (جنوبا)، وقد تم وضعه في العزل الصحي.
وقال متحدث باسم وزارة الصحة في إقليم بافاريا إن «رجلا من منطقة ستارنبرغ أصيب بفيروس كورونا المستجد.. ووضع تحت المراقبة الطبية وفي العزل الصحي». وأضاف أن المريض «في حالة صحية جيدة».
من جهتهم، قال مسؤولون في قطاع الصحة بالولايات المتحدة إنه لا دليل هناك على أن الفيروس الجديد القادم من الصين ينتشر في الولايات المتحدة، وهم يعتقدون أن الخطورة على الأميركيين مازالت ضعيفة.
هذا وأعلنت السلطات اليابانية امس، أن رجلا لم يسافر مؤخرا إلى الصين أصيب بفيروس كورونا المستجد، على ما يبدو بعدما عمل كسائق لسياح قدموا من مدينة ووهان الصينية التي انطلق منها الوباء.
وقاد المصاب وهو في الستينات من عمره حافلة تحمل مجموعتين من السياح القادمين من ووهان مرتين في وقت سابق في يناير ونقل إلى المستشفى حيث كان يعاني من أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا، بحسب ما ذكرت وزارة الصحة.
كما أعلنت هونغ كونغ امس، أنه تم إلغاء خدمات القطارات والعبارات من وإلى البر الرئيسي الصيني في محاولة لمنع تفشي الفيروس.
وقد أعلنت الرئيسة التنفيذية لهونغ كونغ كاري لام في مؤتمر صحافي وهى ترتدي قناعا للوجه عن الإجراءات الجديدة، التي تشمل حظر حركة النقل الجوي وأشكال الانتقال الفردي الأخرى.
الفيروس في 6 معلومات
لندن ـ رويترز: فيما يلي بعض السمات الرئيسية لفيروس كورونا المستجد الذي تم رصده في مدينة ووهان بوسط الصين في ديسمبر الماضي وتسبب في تفشي المرض داخل الصين وخارجها:
٭ فيروسات كورونا التاجية عائلة من الفيروسات اشتق اسمها من شكلها كما تبدو تحت المجهر، فهي ذات أسطح كروية ومغطاة بزوائد تشبه التيجان.
٭ هناك مجموعة كبيرة من الأعراض التي تترافق مع الإصابة بفيروسات كورونا، مثل الحمى والسعال وضيق التنفس وصعوبته. وفي حالات الإصابة المعتدلة يمكن أن تتسبب الفيروسات في أعراض شبيهة بنزلات البرد، في حين أن الحالات الحادة قد تسبب الالتهاب الرئوي، ومتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد (سارس)، والفشل الكلوي وتفضي إلى الوفاة.
٭ مثله مثل الفيروسات التاجية الأخرى، ينتقل فيروس كورونا من شخص لآخر عبر الرذاذ عندما يتنفس المريض أو يسعل أو يعطس.
٭ تتراوح فترة الحضانة للفيروس الجديد بين يوم واحد و14 يوما، وهناك روايات محدودة عن أنه قد ينتشر أيضا قبل ظهور الأعراض.
٭ يقول اخصائيو الأمراض المعدية والفيروسية إن نطاق التفشي الحالي يشير الآن إلى «قدرة ذاتية» على الانتقال من إنسان إلى إنسان. ويقدرون أن كل شخص مصاب يصيب اثنين أو ثلاثة آخرين في المتوسط.
٭ يتضمن اختبار الكشف عن الفيروس الجديد استخدام تفاعل البلمرة المتسلسل والذي يحدد الحمض النووي للفيروس في العينات، وقد تكون هذه العينات عبارة عن مسحات من الحلق أو السعال أو عينات دم من المرضى الذين يعانون حالات شديدة.