تظاهر مئات العراقيين في مدينة كربلاء امس للمطالبة بتكليف ناشط بارز بتشكيل حكومة جديدة بدلا من محمد علاوي الذي اختارته الاحزاب الحاكمة ووعد بالإعلان عن تشكيلته الحكومية قريبا، فيما تواصلت بانطلاق تظاهرات طلابية حاشدة في بغداد ومدن الجنوب الأحد، مجددة رفضها تكليف محمد علاوي بتشكيل الحكومة.
وحمل المتظاهرون صور علاء الركابي الصيدلي المتدرب الذي تحول إلى أحد أبرز وجوه الحركة الاحتجاجية مع قيادته للتظاهرات في مدينة الناصرية جنوب بغداد، مهد الاحتجاجات في جنوب العراق.
وكان الركابي الذي يتابعه عشرات آلاف العراقيين على تويتر وينشر باستمرار تسجيلات مصورة تحظى بمشاهدة واسعة، أطلق مؤخرا استفتاء بين المتظاهرين في الجنوب وفي بغداد لتحديد ما إذا كانوا يريدونه رئيسا للوزراء، وقال في آخر تسجيلاته انه سيقبل تولي المنصب في حال «كان رأي الشعب ذلك». وأوضح الركابي «لا طمع لي بمنصب رئيس الوزراء (...) ولا يمثل لي أي قيمة ولا أنظر إليه على أنه منصب أو غنيمة بل أنه مكان بمسؤولية عظيمة».
وفي التظاهرة في كربلاء، قال الطالب سيف الحسناوي انه شارك ليعلن عن تأييده «لمرشح الشعب د.علاء الركابي».
كما أكد الطالب حسن القزويني أن لدى المتظاهرين «مجموعة مطالب بينها رئيس وزراء مستقل وغير تابع لأي حزب هو الركابي».
وأمام رئيس الوزراء المكلف محمد علاوي حتى الثاني من مارس المقبل للتصويت على تشكيلته الحكومية في البرلمان، بحسب الدستور، فيما تحدثت مصادر سياسية عن صعوبة نيل حكومة علاوي الثقة في برلمان تعصف به الانقسامات. جاء ذلك فيما خرج آلاف الطلاب فيما يشبه «المليونية الطارئة» دون سابق إنذار إلى ساحة التحرير وسط العاصمة العراقية التي غصت بالشبان والشابات، للتأكيد على استمرارهم في الاعتصام.
وتعالت هتافات الطلاب مؤكدين أنهم «لن يخذلوا الثورة والشهداء»، وأنهم باقون في الساحة دون تراجع. كما صاح آخرون: «طلابية طلابية ضد أميركا والبعثية، طلابية طلابية ضد إيران الجمهورية».
ووقعت صدامات قرب نفق التحرير من جهة ساحة الخلاني وسط بغداد وأعلنت مصادر طبية إصابة متظاهرين بحالات اختناق إثر اطلاق القوى الأمنية لقنابل الغاز المسيل للدموع.
على صعيد آخر، أصابت عدة صواريخ قاعدة عراقية تضم قوات أميركية قرب سفارة واشنطن في بغداد أمس، وأكد المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الجنرال مايلز كاغينز «إصابة القاعدة العراقية التي تضم قوات (من التحالف) بصواريخ صغيرة في المنطقة الدولية دون وقوع إصابات».
والقاعدة المعروفة باسم «يونيون 3»، هي مقر التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق منذ 2014 لمساعدة القوات المحلية على محاربة تنظيم داعش.
من جهتها، أعلنت القوات العراقية سقوط ثلاثة صواريخ كاتيوشا داخل المنطقة الخضراء، حيث مقر قوات التحالف ومجمعات السفارة الأميركية والأمم المتحدة وجهات حكومية. وسقط صاروخ رابع في «مقر الدعم اللوجستي للحشد الشعبي»، وفقا للقوات العراقية.