- غوتيريس: ترك بصماته على الأمم المتحدة والعالم كرجل دولة بارع وديبلوماسي محنك
- ساهم في إبرام العديد من اتفاقات السلام في أميركا اللاتينية وأفريقيا وآسيا والشرق الأوسط
توفي أمس الأمين العام السابق للأمم المتحدة خافيير بيريز دي كوييار عن عمر ناهز الـ 100 عام في منزله في بيرو.
وقد بعث صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد ببرقيتي تعزية الى كل من الرئيس مارتن فيزكارا رئيس جمهورية بيرو الصديقة وانطونيو غوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة، أعرب فيهما سموه عن خالص تعازيه بوفاة الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة خافيير بيريز دي كوييار، مستذكرا سموه اسهاماته في خدمة بلده في العديد من الميادين وبدوره في الارتقاء بمنظومة العمل في منظمة الأمم المتحدة وتحقيق اهدافها لتعزيز السلم والأمن الدوليين وتطبيق القرارات الشرعية والدولية إبان توليه منصب امين عام الأمم المتحدة.
وبعث سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد ببرقيتي تعزية الى كل من الرئيس مارتن فيزكارا رئيس جمهورية بيرو الصديقة وانطونيو غوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة ضمنهما سموه خالص تعازيه بوفاة الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة خافيير بيريز دي كوييار.
كما بعث سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد ببرقيتي تعزية مماثلتين.
شغل دي كوييار منصب الأمين العام للأمم المتحدة لفترتين متتاليتين من 1 يناير 1982 الى 1 يناير 1992. وشهدت نهاية ولايته الثانية الاحتلال العراقي للكويت.
وقاد دي كوييار المنظمة الدولية بغية الضغط على النظام العراقي للانسحاب من الكويت، حيث زار بغداد قبيل انهاء المدة التي حددها مجلس الامن للخروج من الكويت والتقى المقبور صدام حسين وعلى اثر ذلك شنت قوات التحالف الحرب البرية لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي الآثم.
أصدرت الامم المتحدة في عهده مجموعة من القرارات المتعلقة بالعراق ومن اهمها القرار رقم 661 الذي تمت المصادقة عليه في 2 اغسطس 1990 وتضمن فرض عقوبات اقتصادية على العراق، واتخاذ كل الوسائل لإخراجه من الكويت التي غزاها فجر نفس اليوم، وتأسيس لجنة خاصة لتطبيق القرار.
من هذه القرارات ايضا تلك المتعلقة ببرنامج «النفط مقابل الغذاء» اذ صدر منها القرار رقم 706 في اغسطس 1991 محددا لآلية تنفيذ البرنامج، والقرار رقم 712 الذي حدد مبلغ 1.6 مليار دولار قيمة النفط المنتج كل ستة اشهر، وأوكل صرفه الى لجان الأمم المتحدة العاملة في العراق.
وكان دي كوييار قد توسط اثناء ترؤسه المنظمة الدولية في إبرام العديد من اتفاقات السلام في أميركا اللاتينية وأفريقيا وآسيا والشرق الأوسط، وكان من اكبر انجازاته ابرام صفقة في عام 1988 لوقف اطلاق النار بين العراق وإيران انهت الحرب بين البلدين التي استمرت لثماني سنوات، وقال الامين العام الحالي للمنظمة الدولية، انطونيو غوتيريس في تصريح انه «حزن حزنا عميقا» لنبأ وفاة دي كوييار.
وقال غوتيريس في تصريحه مثنيا على الراحل «كان رجل دولة بارعا وديبلوماسيا محنكا ومصدر إلهام ترك بصماته على الأمم المتحدة وعالمنا».
ووصف الرئيس البيروفي مارتن فيزكارا في تغريدة دي كوييار بأنه كان «ديموقراطيا حتى النخاع كرس حياته للعمل في سبيل تعزيز موقع بلدنا».
تخرج بيريز دي كوييار في كلية القانون التابعة للجامعة الكاثوليكية في ليما، وانخرط بعدها في السلك الديبلوماسي البيروفي.
وعمل دي كوييار في السفارات البيروفية في عدد من البلدان الأوروبية والأميركية اللاتينية وانضم الى البعثة البيروفية المشاركة في اول اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1946.
ورأس أثناء عمله في الأمم المتحدة مجلس الأمن، ونجح عندما كان مبعوثا خاصا للمنظمة الدولية في ابرام اتفاق للسلام بين تركيا واليونان عقب الغزو التركي لشمالي قبرص في عام 1974.
وفي 27 فبراير 1979 عُين وكيلا للأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية الخاصة، وعمل اعتبارا من ابريل 1981 وهو لا يزال يشغل هذا المنصب، ممثلا خاصا للأمين العام لمعالجة الحالة المتعلقة بأفغانستان.
وزار، بصفته هذه باكستان وأفغانستان في ابريل وأغسطس من ذلك العام لمواصلة المفاوضات التي كان قد بدأها الامين العام قبل ذلك ببضعة اشهر.
وفي عام 1981 عُين امينا عاما للأمم المتحدة، وكان خامس امين عام للمنظمة الدولية وأول شخص من أميركا اللاتينية يتبوأ هذا المنصب، وقاد المنظمة في حقبة شهدت مواجهات حاسمة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي إبان الحرب الباردة بينهما.
وعلاوة على الدور الذي لعبه في وضع نهاية للحرب العراقية ـ الإيرانية، توسط قبل انتهاء ولايته في عام 1991 في إنهاء الصراع المسلح في الصحراء الغربية والحروب الأهلية في السلفادور وكمبوديا ونيكاراغوا.
كما اشرف بوصفه الامين العام للأمم المتحدة على انسحاب القوات السوفييتية من أفغانستان وتوسط في عملية استقلال ناميبيا عن جنوب افريقيا.
ترشح دي كوييار لرئاسة بيرو في عام 1995 ولكنه لم يتمكن من هريمة السياسي الاستقطابي البرتو فوجيموري.
في عام 2000 شغل دي كوييار لفترة قصيرة منصبي رئيس الحكومة ووزير الخارجية، وأسهم في جهود الحكومة لضمان انتخابات حرة ونزيهة.
وعينه الرئيس البيروفي المنتخب آنذاك اليخاندرو توليدو سفيرا لبيرو في فرنسا.
ومُنح بيريز دي كوييار الدكتوراه الفخرية من الجامعات التالية: جامعة نيس، وجامعة جاجيلونيان في كراكو، بپولندا، وجامعة تشارلز في براغ، وجامعة صوفيا، وجامعة سان ماركوس في ليما، والجامعة الحرة في بروكسل، وجامعة كارليتون في اوتاوا، كندا، وجامعة باريس (السوربون)، وجامعة فيسفا - بهاراتي في البنغال الغربية، بالهند، وجامعة ميتشغان، وجامعة اوزنابروك في جمهورية المانيا الاتحادية، وجامعة كويمبرا في كويمبرا، البرتغال، والجامعة الحكومية المنغولية في اولان باتور، وجامعة هومبولت في برلين، وجامعة موسكو الحكومية وجامعة مالطا في فاليتا، وجامعة ليدن في هولندا، وجامعة لاسال في فيلاديلفيا، وجامعة توفتس في ميدفورد، ماساتشوسيتس، وجامعة جونز هوبكنز في باتليمور، ماريلاند، وجامعة كامبريدج في المملكة المتحدة.