أظهرات احدث الاحصائيات أن عدد ضحايا فيروس كورنا المستجد، تضاعف في غضون شهرين فقط، فيما ازداد عدد الجياع في العالم بنسبة 82% عما كان عليه قبل انتشاره من الصين نهاية العام الماضي.
وفي ظل هذه الأوضاع غير المبشرة، حذرت منظمة الصحة العالمية أمس من أن وباء (كوفيد-19) الذي يسببه فيروس كورونا المستجد، «أبعد ما يكون من نهايته» داعية العالم إلى التصرف بدءا من الآن بدون انتظار لقاح.
وصرح المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس في مؤتمر صحافي عبر الانترنت بأن اليوم «سيكون قد مر ستة أشهر منذ تلقت منظمة الصحة العالمية التقارير الأولى بشأن مجموعة إصابات بالتهاب رئوي مجهول السبب في الصين». وأضاف «كلنا نريد أن ينتهي هذا الأمر. كلنا نريد المضي قدما في حياتنا.
لكن الحقيقة المرة هي أنها لم تقترب حتى من نهايتها، وعلى الرغم من تحقيق العديد من الدول لبعض التقدم على المستوى العالمي في الواقع فإن الجائحة تزداد حدة». تخطط المنظمة لعقد اجتماع هذا الأسبوع لتقييم التقدم الذي تم إحرازه في الأبحاث مكافحة المرض.
وقال مايك ريان مدير برنامج الطوارئ بالمنظمة إن المنظمة تتوقع القيام بعمل ضخم من أجل التوصل لمصل آمن وفعال لمنع مرض كوفيد-19 ولكن لا يوجد ما يضمن النجاح في ذلك.
هذا وحذر برنامج الغذاء العالمي، في تقرير له صدر في جنيف أمس، من زيادة هائلة في عدد الجياع حول العالم والذين يخطط البرنامج لمساعدتهم، مشيرا الى أن الآثار الاجتماعية والاقتصادية للوباء، تدفع الملايين من الاشخاص إلى انعدام الأمن الغذائي في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.
وقال ديفيد بيسلى، المدير التنفيذى للمنظمة الدولية - إن الخط الأمامي في المعركة مع وباء كورونا يتحول من العالم الغني الى العالم الفقير.
وأضاف أنه وحتى يوجد لقاح طبى ضد الفيروس فان الغذاء هو أفضل لقاح ضد الفوضى، وأنه بدون ذلك يمكن أن يرى العالم اضطرابات واحتجاجات اجتماعية متزايدة وزيادة في الهجرة وتفاقم للنزاعات، وكذلك انتشار لنقص التغذية بين السكان الذين كانوا في السابق محصنين ضد الجوع.
وقالت المنظمة الدولية إنها ولمعالجة موجة الجوع المتزايدة تقوم بأكبر استجابة انسانية في تاريخها، مما يزيد من عدد الأشخاص الذين يساعدهم ليصل إلى 138 مليون شخص من 97 مليونا في عام 2019.
وأشارت المنظمة الدولية في التقرير إلى أن التقديرات الجديدة لعدد الجياع، تظهر أن العدد يمكن أن يرتفع إلى حوالي 270 مليون شخص قبل نهاية العام وبزيادة 82% عما كان عليه الأمر قبل تفشي وباء كورونا.
في غضون ذلك، كشف ديبلوماسيون أوروبيون، أن الاتحاد الأوروبي سيواصل فرض قيود على المسافرين من الولايات المتحدة ومعظم الدول الأخرى بعد الأول من يوليو، الموعد الذي كان منتظرا لفتحها، وسط تصاعد المخاوف من الموجة الثانية لتفشي الوباء، التي بدات فعليا في عدة دول.
وتشمل قائمة الدول التي سيتم السماح لرعاياها بدخول الكتلة 14 دولة فقط، بما في ذلك أستراليا وكندا وتايلند. وسوف يتم السماح من حيث المبدأ للمواطنين الصينيين، ولكن بمجرد أن ترفع الصين الحظر المفروض على مواطني الاتحاد الأوروبي، بحسب وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ). ويأتي الاتفاق بعد ثلاثة أشهر من إغلاق الاتحاد الأوروبي - بالإضافة إلى سويسرا والنرويج وأيسلندا وليختنشتاين - حدوده الخارجية أمام جميع أشكال السفر غير الضروري.
هذا، وتواصل احصائيات الفيروس الارتفاع القياسي بعد تجاوزها أمس الأول عتبة النصف مليون حالة وفاة وحاجز العشرة ملايين إصابة. وبهذه الحصيلة تكون أعداد ضحايا الجائحة قد تضاعفت في غضون أقل من شهرين حيث كانت حصيلة الوفيات 250 ألفا في 5 مايو، في حين سجلت الأيام العشرة الأخيرة لوحدها وفاة أكثر من 50 ألف شخص.
وتتزايد الأصوات، وبينها شخصيات جمهورية، كي يضع الرئيس الأميركي دونالد ترامب كمامة ليكون مثالا يحتذى به، حيث إنه لم يظهر قط وهو يضع كمامة منذ بداية الوباء.
من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن أزمة فيروس كورونا المستجد تتطلب استجابة اقتصادية كبرى أشبه بالخطة التي وضعها الرئيس الأميركي الأسبق فرانكلين روزفلت لتحفيز الاقتصاد إبان حقبة الكساد الكبير.
وصرح جونسون في مقابلة مع إذاعة «تايمز راديو» الجديدة أن بريطانيا مقبلة على «مرحلة مضطربة» تواجه فيها أكبر انكماش في تاريخها.