أعلنت الولايات المتحدة من طرف واحد عن إعادة فرض العقوبات الأممية على إيران، في خطوة تقابل برفض دولي واسع وتهدد بزيادة عزلة واشنطن. وقال الموفد الأميركي إيليوت أبرامز كافة عقوبات الأمم المتحدة على إيران تصبح «سارية من جديد» منذ منتصف ليلة أمس.
إلا أن واشنطن تكاد أن تكون وحيدة ضد الجميع في هذا الموقف إذ تعترض عليه القوى العظمى الأخرى، روسيا والصين بالإضافة إلى الحلفاء الأوروبيين للولايات المتحدة. وبدأت هذه المواجهة بين أول قوة في العالم وسائر الدول منذ نحو شهر، حيث تلقت إدارة الرئيس دونالد ترامب انتكاسة كبيرة في مجلس الأمن الدولي لدى محاولتها تمديد حظر الأسلحة على طهران الذي ينتهي في أكتوبر.
واتهم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو فرنسا وبريطانيا وألمانيا في هجوم اتسم بمستوى نادر من العنف، بأنها «اختارت الانحياز إلى آيات الله» الإيرانيين. وفعل بومبيو في 20 أغسطس آلية «سناب باك» أو آلية الزناد المثيرة للجدل التي يفترض أن تسمح بإعادة فرض العقوبات الأممية على إيران بعد شهر. ورفعت هذه العقوبات عام 2015، عندما تعهدت طهران بموجب الاتفاق الدولي حول برنامجها النووي، بعدم حيازة السلاح النووي.
أما الآن فتتذرع الولايات المتحدة بوضعها كدولة «مشاركة» في الاتفاق الذي انسحبت منه بصخب، بهدف وحيد هو تفعيل آلية «سناب باك».
وتعترض كل الدول الأعضاء في مجلس الأمن تقريبا على إمكانية استفادة واشنطن من هذا الوضع، وبالتالي لم يستجب مجلس الأمن للمسعى الأميركي. وأبلغت بريطانيا وفرنسا وألمانيا مجلس الأمن أن إعفاء إيران من العقوبات، سيستمر بعد 20 سبتمبر.
لكن حوار الطرشان يستمر، إذ إن إدارة ترامب تنوي التصرف وكأنه أعيد فرض العقوبات الدولية على طهران، فيما تعتزم القوى الأخرى التصرف وكأن شيئا لم يكن.
في السياق، أعلنت البحرية الأميركية أن حاملة طائرات تابعة لها وبوارج بحرية مرت عبر مضيق هرمز ودخلت الخليج العربي لتنفيذ فرض العقوبات.
وذكر الأسطول الأميركي الخامس في بيان أن مجموعة هجومية بقيادة حاملة الطائرات «نيميتز»، تضم طرادين مزودين بصواريخ موجهة ومدمرة مزودة بصواريخ موجهة، دخلت الخليج للعمل والتدريب مع شركاء أميركيين ودعم التحالف الذي يقاتل تنظيم «داعش».
وقال قائد المجموعة الهجومية الأدميرال جيم كيرك «تعمل مجموعة نيميتز سترايك في منطقة عمليات الأسطول الخامس منذ يوليو، وهي في ذروة الاستعداد».
من جهة اخرى، أكد قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي امس أن ثأر طهران لاغتيال الجنرال قاسم سليماني سيطول «المتورطين» فيه، وذلك بعد تقارير عن تخطيط طهران لاستهداف سفيرة واشنطن في جنوب افريقيا.
وقال سلامي، في تصريحات نقلها موقع «سباه نيوز» التابع للحرس الثوري، «سيد ترامب، ثأرنا لاستشهاد قائدنا العظيم هو مؤكد، جدي، وواقعي، لكننا شرفاء ونأخذ مسألة الثأر بإنصاف وعدالة».