تدخل الانتخابات الأميركية مرحلة جديدة تحتدم فيها المنافسة عندما يجري الرئيس الأميركي دونالد ترامب وخصمه جو بايدن أول مناظرة بينهما، في عرض تلفزيوني يتيح أخيرا للأميركيين متابعتهما في مواجهة مباشرة.
ويدخل ترامب المناظرة حاملا ملف مرشحته لشغل المقعد الشاغر في المحكمة العليا القاضية إيمي كوني باريت، والتي يرفض الديموقراطيون البت فيه قبل انتهاء الانتخابات.
ويركز الديموقراطيون بشكل خاص على التهديد الذي قالوا إنه سيشكله على برنامج الرعاية الصحية لملايين الأميركيين والمعروف بـ «أوباما كير» الذي يريد ترامب اسقاطه، وتنتقده باريت.
ومن المقرر أن تنظر المحكمة العليا في القضية في العاشر من نوفمبر. وقال بايدن: «دستور الولايات المتحدة يستهدف منح الناخبين فرصة لسماع أصواتهم بشأن من يخدم في المحكمة.
لقد حان الوقت الآن ويجب سماع صوتهم»، داعيا مجلس الشيوخ الى عدم البت في التعيين قبل معرفة نتائج الانتخابات.
ويتصدر بايدن (77 عاما) استطلاعات الرأي على صعيد البلاد كما في معظم الولايات المتأرجحة التي تبدل ولاؤها بين الحزبين الجمهوري والديموقراطي وتعد حاسمة بالنسبة لنتيجة الانتخابات في 3 نوفمبر.
لكن ترامب (74 عاما) يخوض حملته الانتخابية بشراسة، إذ يتنقل بين هذه الولايات على متن طائرته الرئاسية «اير فورس وان» في وقت يتبع بايدن استراتيجية أهدأ.
ومع تاريخه كشخصية استعراضية ماهرة ونقاشاته الحامية، يأمل ترامب أن تدفع به المناظرة التي ستجري في كليفلاند ليتصدر النتيجة.
ونظرا للقيود المفروضة جراء وباء كوفيد-19، وفرض إجراء معظم الفعاليات عن بعد، تكتسب أول مناظرة من ثلاث تتواصل كل منها 90 دقيقة، أهمية خاصة حيث سيقارن عشرات ملايين الأميركيين بين المرشحين اللذين يتهم كل منهما الآخر بأنه يشكل تهديدا للولايات المتحدة.
ويرى ترامب أن ترشيحه أيمي كوني باريت لتكون قاضية في المحكمة العليا، وهو أمر سيدفع بالهيئة للميل باتجاه اليمين لسنوات قادمة، سيوفر دفعة إلى الأمام لحملته للفوز بولاية ثانية. لكن يصعب التكهن بنتائج المناظرة التي ستبث على الهواء مباشرة.
وسيكون على ترامب الإجابة عن أسئلة تتعلق بوفاة 200 ألف شخص أصيبوا بكورونا وتداعيات الوباء الاقتصادية التي جلعت أميركا البلد الأكثر تضررا في العالم، لكن لدى ترامب ثقة كبيرة ببراعته على المسرح.
وبخلاف التودد الذي يقابل به في اتصالاته الأسبوعية مع «فوكس نيوز» أو الأجواء الداعمة في التجمعات الانتخابية، سيجد نفسه بمواجهة خصم يصفه علنا بـ«السام».
وقال الخبير الاستراتيجي الجمهوري ستيف شميدت الذي لا يخفي معارضته لترامب على شبكة «إم إس ان بي سي»: «عندما يصعد جو بايدن إلى مسرح المناظرة ستكون تلك أول مرة منذ أربع سنوات يحظى الأميركيون فيها بفرصة لمواجهة دونالد ترامب على ما قام به».
أما بايدن، فسيكون عليه الثبات فحسب باعتباره متقدما في الاستطلاعات، لكنه سيواجه خصما يصفه كثيرون بالأكثر استفزازا على الساحة.
وقال مدير مركز دراسات الكونغرس والرئاسة في الجامعة الأميركية ديفيد باركر: «لا يوجد شك فعليا في أن ترامب سيحاول الإيقاع به».
وأضاف: «لدى بايدن تاريخ طويل كشخصية يسهل استفزازها، وجاءت معظم زلاته التي يمكن تذكرها عندما كان يرد على سؤال أو تعليق استفزه».