بدت باكو ويريفان على وشك الانخراط في حرب شاملة لاحت اجواؤها في الأفق، بعدما اندلعت مواجهات عنيفة امس بين الجيش الأذربيجاني والانفصاليين الأرمينيين في منطقة ناغورني قره باغ أدت إلى سقوط عسكريين ومدنيين من الجانبين، بينهم طفل على الأقل.
وزادت أسوأ اشتباكات منذ العام 2016 احتمال اندلاع حرب واسعة النطاق بين أذربيجان وأرمينيا اللتين انخرطتا على مدى عقود في نزاع للسيطرة على ناغورني قره باغ.
وفي خطاب متلفز للأمة، تعهد الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف بالانتصار على القوات الأرمينية، وقال ان «قضيتنا عادلة وسننتصر».
وتابع علييف: إن «الجيش الأذربيجاني يقاتل على أرضه»، مضيفا «الجيش الأذربيجاني يشن هجوما مضادا ناجحا، أسفر عن تكبيد العدو خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، إلى جانب تحرير عدد من البلدات».
كما أعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية أنها أطلقت «عملية مضادة لكبح أنشطة القتال الأرمينية وضمان سلامة السكان» باستخدام الدبابات والصواريخ والمدفعية والطيران العسكري والطائرات المسيرة.
وأكد المتحدث باسم الرئاسة الأذربيجانية حكمت حاجييف في بيان «وجود تقارير عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين والعسكريين».
في المقابل، أعلنت كل من أرمينيا ومنطقة ناغورني قره باغ الأحكام العرفية والتعبئة العامة، وقال رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان «استعدوا للدفاع عن أرضنا المقدسة».
وقال رئيس قره باغ أرايك هاروتيونيان خلال جلسة طارئة للبرلمان في ستيباناكرت (خانكندي بحسب تسميته الأذربيجانية) «أعلنت الأحكام العرفية» وتعبئة جميع الأفراد القادرين على الخدمة العسكرية والذين تبلغ أعمارهم أكثر من 18 عاما.
وأفادت أرمينيا بأن قوات أذربيجان هاجمت مناطق مدنية في ناغورني قره باغ بما في ذلك عاصمة المنطقة ستيباناكرت، في عملية أسفرت عن مقتل امرأة وطفل.
بدوره، أشار أمين المظالم في قره باغ أرتاك بغلاريان إلى سقوط «ضحايا مدنيين» من سكان المنطقة.
واتهمت رئاسة قره باغ أذربيجان بأنها بدأت قصف خط التماس بين الطرفين وأهدافا مدنية، بما في ذلك ستيباناكرت.
وأكدت وزارة الدفاع التابعة للانفصاليين أن قواتها أسقطت مروحيتين تابعتين للجيش الأذربيجاني وثلاث طائرات مسيرة، الأمر الذي نفته وزارة الدفاع في باكو، وقالت ان قواتها كانت ترد على هجوم من قبل أرمينيا.
وأشار حاجييف إلى أن القوات الأرمينية في قره باغ «انتهكت بشكل صارخ نظام وقف إطلاق النار وشنت باستخدام أسلحة ذات العيار الثقيل وقاذفات ومدفعيات هجوما على مواقع لقوات أذربيجان المسلحة على طول خط التماس».
وذكرت وزارة النقل في أذربيجان أنها فرضت «قيودا على الإنترنت» لمنع «الاستفزازات الأرمينية»، واتهم تعهد الرئيس الأذربيجاني أرمينيا بتقويض محادثات السلام المرتبطة بقره باغ.
وعلى الفور، توالت ردود الافعال الرامية الى التهدئة بين البلدين، حيث دعت كل من روسيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي إلى وقف إطلاق النار.
وقالت وزارة الخارجية الروسية «ندعو الطرفين للوقف الفوري لإطلاق النار وبدء محادثات لإعادة الاستقرار إلى الوضع».
من جانبه، دعا رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال إلى وقف القتال و«العودة فورا إلى المفاوضات»، وقال ميشال على تويتر «على التحركات العسكرية أن تتوقف بشكل عاجل لمنع مزيد من التصعيد».
لكن تركيا حملت يريفان مسؤولية اندلاع العنف وتعهدت بدعم باكو، وقال الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين على تويتر «ندين بشدة اعتداء أرمينيا على أذربيجان، خرقت أرمينيا وقف إطلاق النار عبر مهاجمتها مواقع مدنية»، معربا عن دعم بلاده «الكامل» لباكو.