دعت فرنسا وروسيا والولايات المتحدة امس إلى وقف فوري لإطلاق النار بين قوات أذربيجان وتلك المنحدرة من أصل أرميني بسبب إقليم ناغورني قره باغ وحثت طرفي الصراع على العودة للمفاوضات سريعا.
وقال رؤساء فرنسا إيمانويل ماكرون وروسيا فلاديمير بوتين وأميركا دونالد ترامب في بيان مشترك، بصفتهم رؤساء مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، «ندعو إلى وقف فوري للأعمال القتالية، كما ندعو زعماء أرمينيا وأذربيجان إلى الالتزام دون تأخير باستئناف المفاوضات، بنية حسنة ودون شروط مسبقة تحت رعاية الرؤساء المشاركين لمجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا».
وفي وقت سابق، قال متحدث باسم الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ناقش الأزمة مع مجلس الأمن في بلاده.
وقال الكرملين ان بوتين ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بحثا الخطوات التي يمكن أن تتخذها مجموعة مينسك لوقف القتال.
جاء ذلك بعد معلومات عن استمرار القصف المدفعي العنيف المتبادل بين المقاتلين الأرمن والجيش الأذربيجاني أمس رغم الدعوات الدولية الجديدة لإنهاء القتال المستمر منذ أيام للسيطرة على جيب ناغورني قره باغ.
وسمع دوي انفجارين قرابة منتصف ليل امس في ستيباناكرت عاصمة الإقليم الانفصالي بينما انطلقت صفارات الإنذار، وقال سكان إن المدينة تعرضت لهجوم بطائرات مسيرة.
ودخل البلدان الخصمان في القوقاز في نزاع مرير بشأن منطقة قره باغ منذ انهيار الاتحاد السوفييتي عندما انفصلت المقاطعة ذات الغالبية العرقية الأرمنية عن أذربيجان.
وقالت وزارة الدفاع الأذربيجانية امس، إن قواتها شنت «ضربات مدفعية ساحقة على مواقع القوات الأرمنية في الأراضي المحتلة» طوال ليل امس.
من جانبه، قال مكتب المدعي العام في أذربيجان، إن القصف الأرميني أودى بحياة مدني في بلدة ترتر امس، وألحق أضرارا بالغة بمحطة القطارات هناك.
ووصف مسؤولون انفصاليون في قره باغ الوضع الليلي على طول خط الجبهة، بأنه «متوتر»، وقالوا إن الجانبين تبادلا القصف المدفعي. وأوضحوا أنه «حاول العدو إعادة تجميع قواته، لكن القوات الأرمنية قمعت كل هذه المحاولات».
ويزعم الطرفان أنهما ألحقا خسائر فادحة ببعضهما البعض، وتجاهلا الدعوات المتكررة من زعماء دوليين لوقف القتال.
وتنضوي يريفان في تحالف عسكري لجمهوريات سوفييتية سابقة بقيادة موسكو واتهمت تركيا بإرسال مرتزقة من شمال سورية لدعم القوات الأذربيجانية في النزاع الدائر في قره باغ.
وأعلنت وزارة الدفاع الأرمينية عن إسقاط ثلاث مروحيات تابعة للجيش الأذربيجاني خلال 24 ساعة.
وقال المتحدث باسم الـــــوزارة، أرتســــرون أوفانيسيان، أمس:«إن خسائر القوات الأذربيجانية خلال اليوم الأخير تقدر بـ 350-360 قتيلا ونحو 600 جريح».
وأضاف: «تم إسقاط ثلاث مروحيات ودمرت نحو 15 آلية مدرعة من مختلف الأنواع وقاذفة صواريخ «سميرتش» و8 طائرات مسيرة».
وأشار إلى أن جميع محاولات التقدم من الجانب الأذربيجاني باءت بالفشل، مؤكدا اتساع رقعة استخدام المدفعية واشتداد حدة المواجهات في الإقليم.
وارتفع عدد القتلى إلى 127 بينهم مدنيون، بينما أعلن كل طرف أنه ألحق خسائر فادحة بالطرف الآخر.
وسجلت أرمينيا مقتل 104 جنود و23 مدنيا، فيما لم تعترف أذربيجان بأي خسائر عسكرية، لكن صحافيا في وكالة فرانس برس في منطقة بيلاغان جنوب البلاد شهد تشييع جنازة جندي قتل في الاشتباكات.
كما قالت القوات الأرمينية إنها أسقطت مروحية تابعة لأذربيجان، ما أسفر عن سقوط المروحية في إيران.
وقالت القوات الأرمينية في بيان «بسبب قرب الأعمال العدائية التي بدأتها أذربيجان من الحدود مع إيران، للأسف، فإن وقوع مثل هذه الحوادث أمر حتمي»، إلا ان أذربيجان سارعت إلى نفي وقوع هذا الحادث.