دان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس استمرار تصعيد العنف في منطقة نزاع «ناغورني قره باغ» على الرغم من النداءات المتكررة من المجتمع الدولي لوقف القتال على الفور.
وأبدى غوتيريس في بيان منسوب للمتحدث باسمه، القلق البالغ ازاء تقارير تفيد بامتداد القتال بما في ذلك استهداف المناطق السكنية مذكرا كل الأطراف بالتزاماتها التي تحتم حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية وفق القانون الإنساني الدولي.
وناشد غوتيريس كل الجهات الإقليمية والدولية ذات الصلة استغلال نفوذها لإنهاء القتال بشكل عاجل والعودة إلى المفاوضات تحت رعاية الرؤساء المشاركين لمجموعة مينسك (فرنسا وروسيا والولايات المتحدة) التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
من جانبها، حضت تركيا امس، العالم على الوقوف إلى جانب أذربيجان في الصراع حول ناغورني «قره باغ» وشككت في فائدة وقف لإطلاق النار في الإقليم الانفصالي ذي الغالبية الأرمينية.
وقال وزير الخارجية مولود تشاوش أوغلو خلال زيارة إلى باكو إن «وضع هذين البلدين على قدم المساواة يعني مكافأة المحتل، على العالم أن يكون إلى جانب أصحاب الحق، وتحديدا إلى جانب أذربيجان».
وأضاف «ثمة دعوات لوقف إطلاق النار، لكن ماذا سيحصل بعدها؟»، وقال تشاوش أوغلو إن الدعوة الأخيرة لوقف إطلاق النار «لا تختلف» عن سابقاتها.
وقال «حسنا، ليحصل وقف لإطلاق النار لكن ما النتيجة المتوقعة؟ هل يمكن (للعالم) أن يقول لأرمينيا أن تنسحب فورا من أراض أذربيجانية، أو أن يأتي بحلول لانسحابها؟ كلا». وأضاف «إنهم يوجهون النداء نفسه منذ حوالى 30 عاما».
ياتي ذلك فيما واصل الأذربيجانيون والانفصاليون الأرمن القتال العنيف في منطقة ناغورني «قره باغ» امس، حيث أعلن كل جانب عن تحقيق انتصارات وأبدى تصميمه على الاستمرار في المعركة على الرغم من الدعوات لوقف إطلاق النار وسقوط ضحايا كثر في صفوف المدنيين.
وأكدت وزارة الدفاع الأذربيجانية في بيان أصدرته امس، أنها ألحقت «خسائر فادحة في الأرواح والمعدات العسكرية» بخصومها مشيرة إلى أن «القوات الأرمينية أُجبرت على الانسحاب».
وتعهد الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف الذي أنفقت دولته الغنية بالنفط بسخاء على شراء أسلحة حديثة في السنوات الأخيرة، استعادة «قره باغ» واستبعد التوصل إلى هدنة من دون تلقي وعد بانسحاب عسكري أرميني من المنطقة وتقديم «اعتذار» من رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان. وفي إشارة إلى العداء القائم، وصف خصومه بأنهم «كلاب».
في المقابل، أعلن زعيم اقليم «قره باغ» الانفصالي أرايك هاروتيونيان أن جيشه «ينجز مهامه بنجاح» وأن «الوضع تحت السيطرة». وفي اليوم العاشر من القتال، لا يبدو أن أيا من الجانبين قد حسم الوضع لصالحه.