عاصفة من الانتقادات والجدل رافقت الرئيس الاميركي دونالد ترامب منذ اعلان اصابته بفيروس كورونا المستجد نهار الجمعة الماضية، بدأت باتهامه باخفاء معرفته بالاصابة، وامتدت حتى بعد عودته إلى البيت الأبيض، ويبدو أنها ستستمر طويلا لجهة تعامله مع الجائحة عموماً واصابته خصوصا.
وبطريقة استعراضية هوليوودية صور خروج الرئيس من مستشفى «والتر ريد» العسكري، حيث كان يعالج من فيروس كورونا المستجد، وصعوده المروحية الرئاسية ووصوله البيت الرئاسي الاميركي.
ونقلت شاشات التلفزيون نزوله من طائرته «مارين وان» واضعا كمامة بيضاء قبل أن ينزعها ويقف لالتقاط الصور ويؤدي التحية العسكرية ويلوح بيده من على شرفة البيت الابيض، وهو ما أثار فزع بعض الأطباء الذين انتقدوا ايضا إصراره على حث الأميركيين على عدم الخوف من «كوفيد ـ 19».
وقال وليام شافنر أستاذ الطب الوقائي والأمراض المعدية في المركز الطبي بجامعة فاندربيلت بمدينة ناشفيل «تملكني الذعر عندما قال لا داعي للخوف من كوفيد».
وأضاف «هذا مرض يقتل نحو ألف شخص يوميا ويدمر الاقتصاد ويقطع الأرزاق.. هذا فيروس ينبغي أن نضعه في الحسبان ونخشاه».
وأدلى الديموقراطيون بدلوهم في الأمر أيضا، وقال السيناتور الديموقراطي كريس كونز على تويتر «هذا فشل مأساوي في القيادة».
لكن ترامب صور نفسه على أنه رجل هزم المرض وخرج من التجربة أقوى حالا.
وكتب على تويتر «إذا عاد الرئيس إلى الحملة الانتخابية، فسيكون بطلا لا يقهر، لم ينج من كل خدع الديموقراطيين القذرة فحسب، بل انتصر على الفيروس الصيني أيضا».
وفي تحد لمعارضي موقفه المقلل من شأن الوباء رغم انه قتل أكثر من 210 آلاف واصاب أكثر من 7 ملايين ونصف المليون أميركي، قال «مقبلون على موسم الانفلونزا، وكل عام يموت أكثر من 100 ألف بسببها رغم وجود اللقاح.
فهل سنغلق البلاد؟ كلا لقد تعلمنا التعايش معها، تماما كما نتعلم كيف نتعايش مع كوفيد، فهو بالنسبة للعديد من المجتمعات اقل فتكا»، واضافة الى نزعه الكمامة كان ترامب حث الأميركيين في مقطع مصور نشر بعد وقت قصير من وصوله البيت الأبيض، على «الخروج» وعدم الخوف من الفيروس، وقال «لا تدعوه يسيطر عليكم. لا تخافوا منه».
وسرعان ما نشر جو بايدن على تويتر صورة له واضعا كمامة بجوار صورة لترامب وهو خالع كمامته، وتحت الصورتين عبارة «الكمامات مهمة.. تنقذ أرواحا».
وقال بايدن في مقابلة مع شبكة «إن.بي.سي نيوز» من ميامي بولاية فلوريدا الحاسمة بالنسبة لترامب «آمل أن ينقل الرئيس، بعد أن اجتاز ما مر به ـ وأنا سعيد أنه يبدو على ما يرام ـ الدرس الصحيح للشعب الأميركي: الكمامات مهمة».
ويحاول المتأخر في الاستطلاعات، تعويض عدم مشاركته في الحملة الانتخابية، بنشر تغريدات مكثفة على تويتر، حيث عاد الى لهجته الساخرة من خصمه بايدن وحزبه وموقفهم من الاجهاض، وقال «ان بايدن والديموقراطيين أوضحوا أنهم يدعمون الاجهاض في أي مرحلة من الحمل وحتى الولادة وبعدها، وهذا يعتبر اعداما.
وقد دعم بايدن حاكم فيرجينيا الذي اعلن صراحة تأييده لذلك». وختم تغريدته بعبارة «اخرجوا، وصوتوا».
في هذه الأثناء، اظهرت بيانات التصويت المبكر تهافت الأميركيين على الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات المقررة في الثالث من نوفمبر، بوتيرة لم يسبق لها مثيل، وهو ما سيشكل صفعة لترامب الذي يشكك دوما بالتصويت البريدي.
وتشير الأرقام إلى إمكانية تسجيل إقبال قياسي على الاقتراع.
وقبل حلول موعد الانتخابات بأربعة أسابيع كان أكثر من 3.8 ملايين أميركي قد أدلوا بالفعل بأصواتهم، وهو ما يتجاوز بكثير عدد من أدلوا بأصواتهم في مثل هذا الوقت قبل انتخابات عام 2016 والذي بلغ 75 ألفا فقط وفقا لمشروع الانتخابات الأميركية الذي يعمل على تجميع بيانات التصويت المبكر.
وقال مايكل مكدونالد الذي يدير المشروع إن مما ساهم في هذه الزيادة التوسع في التصويت عن طريق البريد الذي يعتبر وسيلة آمنة للإدلاء بالأصوات في ظل تفشي جائحة كورونا ويشير إلى الحرص على حسم المواقف بشأن مستقبل ترامب السياسي.
وأضاف «لم نشهد من قبل هذا الكم يدلي بصوته قبل الانتخابات»، وتابع «يدلي الناس بأصواتهم حين يحسمون أمرهم، ونحن نعلم أن الكثيرين حسموا أمرهم منذ فترة طويلة».
ودفعت الزيادة الكبيرة مكدونالد لتوقع تحقيق إقبال قياسي يصل إلى نحو 150 مليونا أي ما يمثل 65% من المؤهلين للإدلاء بأصواتهم، وهي أعلى نسبة منذ 1908.
وحشد ترامب مرارا الرأي العام ضد التصويت عن طريق البريد موجها اتهامات لم يقدم ما يدل على صحتها بأن هذه الطريقة تفتح الباب أمام التلاعب، ويقول خبراء إن التلاعب نادر الحدوث.
11 مليار دولار.. انتخابات 2020 الأغلى في تاريخ الولايات المتحدة
وكالات: توقعت منظمة أميركية غير حزبية أن تكون انتخابات الرئاسة والكونغرس في الولايات المتحدة، هذا العام، هي «الأغلى في التاريخ».
وقال مركز السياسة المستجيب (CRP)، ومقره العاصمة الأميركية واشنطن، إن مجموع إنفاق الحملات الانتخابية للرئاسة والكونغرس والمنظمات التابعة في عام 2020 سيبلغ 10.8 مليارات دولار، بحسب ما نقل موقع قناة «الحرة».
ويتوقع المركز المستقل أن يبلغ نصيب حملات المرشحين الديمقراطيين واللجان التابعة لهم نحو 54% من إجمالي هذا الرقم.
ويشمل تقدير المنظمة الإنفاق في سباق مرشحي الرئاسة، والمرشحين المتنافسين على مقاعد مجلسي النواب والشيوخ.
وحتى الآن، تم إنفاق نحو 7.2 مليارات دولار، وتتوقع المنظمة زيادة هذا الرقم مع الإعلان عن نتائج جمع التبرعات للربع الثالث هذا الشهر. و11 مليار دولار يعكس زيادة كبيرة عما تم إنفاقه في انتخابات عام 2016، حينما أنفقت الحملات نحو 7 مليارات دولار.
وتوقع (CRP) أن يبلغ الإنفاق على السباق الرئاسي في 2020 نحو 5.2 مليارات دولار، فيما ستبلغ تكلفة سباقات الكونغرس 5.6 مليارات دولار، بزيادة 37% عن حملة 2016.
بدوره، تكهن موقع «بيزنس إنسايدر»، في تقرير حول الموضوع أن ينفق المرشحون على الإعلانات السياسية هذا العام 6.23 مليارات دولار.