القاهرة - خديجة حمودة
أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن الاستهانة بالأنبياء والرسل هي استهانة بقيم دينية رفيعة يعتقد فيها الكثير من البشر.
وأوضح الرئيس السيسي، خلال احتفالية وزارة الأوقاف بذكرى المولد النبوي الشريف، امس، أن إيمان المسلم لا يكتمل إلا إذا آمن بالرسل جميعا، وقال: «شوفو فيه كلام كتير وفيه نقاش كتير وهناك لغط كتير واحنا كمسلمين من كمال ايمانا اننا نؤمن بكل الديانات الأخرى.. لا يستطيع مسلم كائن من كان أن يقول إنه كامل الإيمان إلا إذا أقر واعترف من صميم قلبه بالرسل جميعا بكل الرسل.. دي قضية أن بقولها دلوقتي وأتصور أن كل الناس في مصر وآخرين يسمعوها.. دي من الحقائق الموجودة في ديننا إننا نؤمن بالكل ونحترم الكل.. كل الرسل.. ونوقرهم كلهم.. طيب ليه.. لأنهم المختارون من قبل الله.. فإذا اختار الله الرسل فإننا ننحني لهذا الاختيار ونحترمه ونحبه ونقبله ونؤمن به».
وحذر الرئيس من الإساءة للأنبياء قائلا: «النقطة الثانية أن الإساءة للأنبياء والرسل هي استهانة بقيم دينية رفيعة.. الاستهانة بقيم دينية رفيعة.. يعتقد فيها الكثير من الناس.. من لا يعتقد فهذا شأنه.. من لا يؤمن فهذا شأنه.. ولكن جرح مشاعر الملايين حتى لو كانت الصورة المقدمة هي صورة التطرف.. يا ترى في المليار ونصف وأكثر من المسلمين تفتكروا كام في الميه منهم متطرفون».
وتابع «اتصور ان اذا كان من حق الناس انها تعبر عما يجول في خواطرها، فأتصور ان هذا الأمر يقف عندما يصل الأمر لان تجرح مشاعر أكثر من مليار ونصف مليار شخص».
وأضاف «الحقيقة أن الأمر يتطلب منا جميعا ان نتوقف ونتدبر الأمور التي نتحدث عنها، أنا لا أوجه اي كلمة إساءة أو لوم لأحد، ولكن اقول إن الأمر يتطلب مراجعة مع النفس للجميع، انا لا أتحدث عن مصر فقط انا أتحدث على الدنيا كلها.. من فضلكم، كفى إيذاء لنا».
وشدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في كلمته خلال الاحتفالية أن الاحتفال بذكرى مولد سيد الخلق ونبي الرحمة (صلى الله عليه وسلم)، يستدعي كل معاني الرحمة في ديننا الحنيف، ويذكرنا بأن شريعة الإسلام السمحة قد قامت على البناء لا الهدم، مشددا على أن مقاصد الأديان قائمة على تحقيق مصالح البلاد ومنفعة العباد من خلال السماحة واليسر، وليس التطرف والتشدد والعسر.
وأضاف: «ستظل قضية الوعي الرشيد وفهم صحيح الدين من أولويات المرحلة الراهنة في مواجهة أهل الشر الذين يحرفون معاني النصوص ويخرجونها من سياقها، ويفسرونها وفق أهدافهم أو يعتمدون على تفسيرات خاطئة لها، ما يتطلب الاستمرار في المهمة والمسؤولية الثقيلة التي يقوم بها علماء الدين لتصحيح المفاهيم الخاطئة وتصويبها، لنحمي المجتمع والدولة من مخططات التخريب، وليدرك العالم أجمع سماحة الدين الإسلامي العظيم الذي يتأسس على الرحمة والتسامح والتعايش السلمي بين الناس جميعا».
وأضاف أن بناء الوعي الرشيد، يتطلب تضافر كافة المؤسسات الدينية والتربوية والثقافية والإعلامية للإسهام في بناء الشخصية القوية السوية والقادرة على مواجهة التحديات والتمييز بين الحق والباطل، وبين الوعي السديد والوعي الزائف، وبين الحقائق والشائعات.
وعبر الرئيس عن تقديره للدور الذي تقوم به مؤسسات الدولة الدينية في نشر الفكر المستنير وتصحيح المفاهيم الخاطئة، مؤكدا أننا في حاجة إلى مضاعفة الجهد المبذول من جميع مؤسسات ومنظومة بناء الوعي، للوصول إلى جميع شرائح المجتمع في هذه المرحلة الفارقة من تاريخ أمتنا ومنطقتنا والعالم من حولنا.
كما أكد أن الدولة لن تألو جهدا في دعم الأئمة وفي توفير المناخ المناسب لأدائهم للدور المرجو منهم في المرحلة الحالية من تاريخ مصر لدعم الخطاب الديني الوسطي المستنير.
وقال الرئيس السيسي في كلمته: «التطرف لا يمكن قصره على دين بعينه... ففي جميع الديانات، وبكل أسف، يوجد المتطرفون الذين يسعون لإذكاء روح الفتنة، وإشعال نار الغضب والكراهية، حتى أن سيرة النبي العطرة لم تسلم من ذلك التطرف، وأؤكد للجميع أن مكانة سيد الخلق النبي العظيم في قلوب ووجدان المسلمين في كل أنحاء العالم لا يمكن أن يمسها قول أو فعل، كما أؤكد الرفض القاطع لأي أعمال عنف أو إرهاب تصدر من أي طرف تحت شعار الدفاع عن الدين أو الرموز الدينية المقدسة، فجوهر الدين هو التسامح، ولنستلهم معا في هذا الإطار الدروس والعبر من سيرة نبينا (صلى الله عليه وسلم) الذي أرسله ربه (عز وجل) ليتمم مكارم الأخلاق، فرسخ (صلى الله عليه وسلم) أسس التعايش وقبول الآخر والإيمان بالتنوع، فلا إكراه في الدين».