القاهرة ـ خديجة حمودة
أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الحاجة الملحة لتضافر جميع الجهود لإعلاء قيم التعايش والتسامح بين كل الأديان، ومد جسور التفاهم والإخاء، وعدم المساس بالرموز الدينية، معربا عن الرفض التام للأعمال الإرهابية بكل أشكالها أو ربط أي دين بأعمال العنف والتطرف، مشيرا إلى التجربة المصرية في ترسيخ مبادئ التسامح ونبذ العنف والفكر المتطرف والإرهاب، بالإضافة إلى تفهم خصوصية كل عقيدة وما تتضمنه من مبادئ، وأن مصر على استعداد للتعاون ودعم مختلف الجهود الدولية لتعزيز هذه المفاهيم.
جاء ذلك خلال استقبال الرئيس عبدالفتاح السيسي وزير خارجية الجمهورية الفرنسية جان إيف لودريان بحضور وزير الخارجية سامح شكري والسفير الفرنسي بالقاهرة.
وأكد وزير الخارجية الفرنسي احترام بلاده وتقديرها لكل الأديان ومبادئها وقيمها، وتطلعها لتعزيز التعاون والتشاور مع مصر لمكافحة ظاهرة التعصب والفكر المتطرف الآخذة في الانتشار، لاسيما في ظل كون مصر منارة للوسطية والاعتدال، إلى جانب نهجها في إرساء قيم التعايش وحرية العبادة واحترام الآخر.
وأشاد وزير الخارجية الفرنسي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية المصري سامح شكري في ختام جلسة مباحثاتهما بقصر التحرير، بالتعاون بين البلدين، مشيرا إلى أن زيارته إلى القاهرة هي التاسعة من نوعها في منصبه وزيرا للخارجية والتاسعة عشرة وزيرا في الحكومة الفرنسية.
وقال إنه ناقش خلال لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى وأيضا المباحثات مع سامح شكري الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها فرنسا والحملة ضد فرنسا التي يتم فيها الاستغلال والترجمة الخاطئة لحديث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مؤكدا احترام فرنسا للإسلام،، فالمسلمون جزء من فرنسا و«نحن نكافح الإرهاب والتطرف وهذه المعركة لا نعمل بها بمفردنا، فالمصريون عاشوا أيضا هذه المعركة، وعلينا أن نعمل معا لمواجهة هذه التحديات».
وأضاف أن المباحثات تطرقت إلى الأزمات الإقليمية خاصة في ليبيا، معتبرا أن التطورات التي جرت الأسابيع الأخيرة تسير في الاتجاه الصحيح.
وأشار إلى أن مصر وفرنسا تتقاسمان نفس التحليلات والمطالب بضرورة رحيل المرتزقة وحظر الأسلحة، لافتا إلى أنه تم أيضا مناقشة القضية الفلسطينية والتوتر في شرق المتوسط، حيث تعمل مصر وفرنسا على أن تجعلان هذه المنطقة منطقة تعاون وليس تنازع وأكد وزير الخارجية الفرنسي رغبة بلاده في الانضمام إلى منتدى غاز المتوسط.
من جانبه، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن المباحثات مع نظيره الفرنسي تناولت علاقات التعاون وسبل تعزيزها في شتى المجالات بين البلدين الصديقين، بالإضافة إلى أبرز المستجدات والتحديات على الساحتين الإقليمية والدولية، ومن بينها القضية الفلسطينية وأهمية تحريكها خلال المرحلة القادمة على أساس حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 67، بالإضافة إلى الوضع في شرق المتوسط وسورية وليبيا واليمن، والجهود المشتركة بين مصر وفرنسا والشركاء الدوليين في محاربة الإرهاب.
وأضاف أن العمليات الإرهابية تستهدف تحقيق أغراض سياسية وليس لها علاقة بالدين الاسلامي الحنيف، الذي يحض مثل باقي الأديان على السلام والتسامح.
وأوضح أن هناك ترابطا كبيرا على مستوى القيادة السياسة في البلدين و«لنا رؤية مشتركة حيال كافة القضايا، وسنعمل على ارتقاء بالعلاقات لخدمة الشعبين الصديقين».