دبي ـ العربية نت: دخلت الأزمة في أهم مؤسسة دينية في مصر منعطفا جديدا، حيث منع موظفو مشيخة الأزهر الشريف في القاهرة د.أحمد الطيب شيخ الأزهر من دخول مقر مكتبه بالمشيخة، مطالبين برحيله وإقالة جميع المستشارين الذين تم تعيينهم في عهده، ما دفعه لتقديم استقالته للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، وذكرت صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية ان الموظفين أغلقوا باب المشيخة أمام د.الطيب، الذي ظل واقفا لبعض الوقت دون ان يتمكن من الدخول، مما جعله يتوجه الى مقر القوات المسلحة لمقابلة المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي تولى إدارة البلاد عقب تنحي الرئيس مبارك، حسب مصدر قريب الصلة من شيخ الأزهر، وتقدم باستقالته، إلا ان المشير رفض الاستقالة، مبررا ذلك بأن البلاد تمر بمرحلة صعبة وطالب الإمام بالصبر.
وقال المصدر ان د.الطيب توجه عقب لقاء المشير الى منزله رافضا التعليق على ما حدث، ووصف المصدر الحالة النفسية للطيب بـ «السيئة للغاية». وتعالت أصوات داخل مؤسسة الأزهر عقب نجاح ثورة 25 يناير للمطالبة باستقلال الأزهر وانتخاب شيخه من جميع الأزهريين على مستوى الجمهورية وبإشراف قضائي كامل.
ووصلت قوة من الجيش الى مقر المشيخة للاجتماع بالمتظاهرين وقام وفد من القوات المسلحة بالتفاهم مع المتظاهرين في مشيخة الأزهر، وحمل الوفد مطالب المتظاهرين الى شيخ الأزهر في منزله، وهي إبعاد جميع المستشارين، والاعتماد على الشباب من قيادات المشيخة، وتعديل لجنة القيادات بالأزهر، واستبعاد القيادات الأمنية.
وأشارت مصادر مقربة من شيخ الأزهر الى ان هذه هي المرة الثانية التي يتقدم فيها شيخ الأزهر باستقالته منذ اندلاع ثورة 25 يناير، ولكنها رفضت ايضا من قبل المشير والمجلس العسكري، مضيفة ان شيخ الأزهر أعرب اكثر من مرة عن استعداده الى تقديم استقالته، لكنه خشى من حدوث فوضى في مؤسسة الأزهر واتهامه بالخيانة.
وفي السياق نفسه أكد د.أحمد الطيب شيخ الأزهر انه لن يتقاضى راتبه من مشيخة الأزهر المقدر بـ 2600 جنيه شهريا، وانه قرر إعادة الأموال التي تقاضاها من المشيخة منذ تعيينه في مارس 2010 معلنا عن استعداده لتقديم استقالته، وانه لا يتمنى ان يظل في منصبه عاما آخر، في ظل ما سماه «الضغوط والإهانات التي تعرض لها من بعض العاملين في المشيخة»، مشيرا الى انه لا يوجد قانون في الدولة حاليا والفوضى هي السائدة. وقال «الطيب» في تصريحات لـ «المصري اليوم» انه رفض الحصول على المكافآت والبدلات المخصصة له والمقدرة بـ 70 الف جنيه شهريا، لوجود مخصصات بها وصفها بأنها غير منطقية وغير مبررة، لدرجة ان هناك مكافأة لـ «فتح الكراتين» كما رفض الحصول على مخصصات شيخ الأزهر القانونية التي توازي مخصصات رئيس مجلس الوزراء.
وتابع «الطيب» انه يتعرض لحرب حاليا من جانب بعض الموظفين بسبب «إغلاقه حنفية الأموال» بعد ان وصل الفساد الى ذروته خلال الفترة الماضية، وهو ما تؤكده التقارير الرقابية التي تلقاها، لافتا الى ان سلفه الراحل د.محمد سيد طنطاوي لم يكن على علم بذلك ولم يكن يقبل مليما حراما، إلا ان الفاسدين تربحوا دون علمه.
الأزهر: على الحكام الموازنة بين مناصبهم والدماء التي تسيل
القاهرة ـ أ.ش.أ: طالب الأزهر الحكام والرؤساء أن يوازنوا بين تركهم لمناصبهم وبين الدماء التي تسيل أنهارا نتيجة للتمسك بالبقاء في مناصبهم، وطالبهم بأن يتركوا أماكنهم كأقل واجب يرد إلى شعوبهم التي تحملتهم وصبرت عليهم طويلا. كان الأزهر قد أدان الأنظمة الاستبدادية القمعية التي تسلطت على الشعوب العربية المظلومة والمقهورة. وندد الأزهر الشريف بسلبية العالم العربي والإسلامي بمنظماته ومؤسساته ونظمه التي تقاعست عن واجبها في حل مشكلاتنا الداخلية السياسية والاقتصادية وغيرها، وهيأت الأجواء لتدخلات عسكرية أجنبية. ورفض الأزهر الاستعمار الأميركي والأوروبي للأراضي الليبية العربية وتقسيمها وتدمير ثرواتها الطبيعية والبشرية، وفيما حدث بالعراق بالأمس القريب عبرة لمن يعتبر.