أثار تحديد موعد محاكمة الرئيس المصري السابق حسني مبارك في الثالث من أغسطس المقبل، والذي قد يوافق شهر رمضان، جدلا حول أن الهدف من اختيار التوقيت قد يكون طرح خيار العفو عن مبارك.
واعتبر نشطاء على «فيس بوك» أن توافق موعد المحاكمة مع شهر رمضان يهدف إلى الاستفادة من المشاعر الدينية التي تتصاعد خلال الشهر الكريم من أجل مسامحة مبارك. وكانت محكمة استئناف القاهرة برئاسة المستشار عبدالعزيز عمر، قد حددت الثالث من أغسطس المقبل لمحاكمة مبارك ونجليه علاء وجمال، ورجل أعمال متورط في صفقة بيع الغاز المصري لإسرائيل بسعر بخس.
وقالت مصادر قضائية إن المحاكمة ستجرى أمام الدائرة الخامسة بمحكمة الجنايات بالقاهرة في عدة اتهامات، بينها تورط الرئيس السابق في جرائم الاعتداء على المتظاهرين خلال ثورة 25 يناير التي خلفت مئات القتلى وآلاف الجرحى.
وشن أعضاء صفحة «كلنا خالد سعيد» التي كانت من الصفحات الرئيسية الداعية إلى ثورة 25 يناير، هجوما عنيفا. واستقبل خبر صدور قرار محاكمة مبارك أكثر من 400 تعليق بعد دقائق من وضعه على الصفحة، دار معظمها حول الانتقاد اللاذع للتوقيت.
وقال «الجنرال محمد»: «طبعا هم اختاروا رمضان فاكرينا هنسامحه.. ولا فاكرين إن رمضان مفهوش مليونيات؟». وتعجبت «رانيا روني» هي الأخرى من التوقيت، مضيفة: «والله ما هنسامحه حتى لو حاكموه في ذي الحجة». وتساءل طارق فتحي مستنكرا: «يعني هيحاكموهم وهم صايمين؟». لم يكن اختيار شهر رمضان هو اللافت فقط، بل أشار أحد الأعضاء على صفحة بعنوان «محاكمة مبارك ونجليه 3 أغسطس»، إلى طول الفترة بين التحقيقات والمحاكمة. وتساءل خالد العزب: «طيب ليه أغسطس مش بدري عن كده؟ خلينا نرتاح ونشوف مصالحنا».
وسخر أحمد القاضي على الصفحة نفسها من موعد المحاكمة. وقال: «إذا كانوا هيبدأوا المحاكمة في 3 أغسطس، يبقى هيحكموا عليه في عام 2090 إن شاء الله».
الى ذلك قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون امس إن الولايات المتحدة تأمل أن تضمن مصر اتباع الإجراءات القانونية الواجبة عند محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك التي ستبدأ في أغسطس.
وقالت إن الولايات المتحدة قلقة أيضا بسبب تقارير عن حملة على صحافيين وقضاة ومدونين. وأضافت أنه يبدو أن مصر تبتعد عن المثل التي جرى التعبير عنها خلال الاحتجاجات الداعية إلى الديموقراطية والتي تركزت في ميدان التحرير بالقاهرة.
وقالت كلينتون للصحافيين «نحن نريد بطبيعة الحال أن نرى سيادة القانون» مضيفة أن محاكمة مبارك أو عدم محاكمته أمر يخص المصريين لكنها شددت على أن أي محاكمة يجب أن تجرى وفقا لأعلى المعايير. وتابعت كلينتون بعد ان التقت مع وزير الخارجية البرازيلي في واشنطن «نحن نريد أن تتبع العمليات والإجراءات القانونية الواجبة على الوجه الصحيح في محاكمة أي شخص وخصوصا في محاكمة مثيرة للانفعالات إلى حد بعيد كما ستكون هذه المحاكمة بالتأكيد».