كل عام وأنتم بخير، فما أن يقترب شهر رمضان المعظم باستهلال شعبان حتى يفرض الحديث عن الياميش والمكسرات والكنافة والقطايف بنفسه على أحاديث المصريين الذين يحرصون على تخزين كميات كبيرة منها تكفي لشهر الصوم كاملا.
وقد اعتاد المصريون كل عام أن يطلقوا أسماء الأحداث والشخصيات الأبرز خلال العام التي تعتلي صدارة الأحداث على أنواع المكسرات هذه، ففي احدى السنوات كنا نفاجأ بفستق فيفي عبده ومشمشية نانسي عجرم مثلا وزبيب هيفاء وهبي وطبعا لا ننسى عين جمل شريهان.
لكن المسألة كما يعرف الجميع لم تقتصر على أسماء الفنانات بل انها كانت تتضمن أيضا نجوم المجتمع، فلا ننسى أنه في العام الذي حصل فيه العالم المصري المقيم بأميركا د.احمد زويل، على جائزة نوبل للعلوم لم يفت المصريين تكريمه بإطلاق اسمه على أفخر أنواع الياميش.
وحين صمد حزب الله اللبناني أمام الاعتداءات الإسرائيلية ولقن الاحتلال الصهيوني درسا لا ينساه في الفدائية والقدرة على الردع أطلق المصريون اسم حسن نصرالله، زعيم حزب الله، على أغلى أنواع الياميش، فيما أطلق اسم شارون على أردأ الأنواع.
وفي ظل ما شهدته مصر من ثورة 25 يناير وانقلاب الأوضاع من حال إلى حال وطرد رموز النظام الفاسد، جاءت التوقعات بأن تسيطر أسماء رموز هذه الأحداث سواء حسنة السمعة أو سيئتها على سوق البلح والمكسرات، ودلت المؤشرات الأولية على تصدر اسم ياميش الثورة والبرادعي أغلى الأصناف لتمتزج في ذلك مظاهر الفرحة برمضان بنشوة النصر بالثورة.
كما سيحتل بلح مبارك، الرئيس السابق قائمة الأصناف المتوسطة، فيما سيتربع رموز نظامه أمثال عز ونظيف على أردأ أنواع الياميش والمكسرات.
ولا عجب في هذا، فكما يقول المصريون «أدي حال الدنيا.. يوم فوق ويوم تحت، وسبحانه المعز المذل الذي يمهل ولا يهمل» والذي لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء والذي يؤجل للظالم حسابه حتى إذا أخذه لم يفلته.