أعلن حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في مصر أمس الأول أن موسكو هي التي بادرت إلى إقامة اتصالات مع الحركة عبر زيارة القائم بأعمال السفارة الروسية في القاهرة ايفان مولوتكوف إلى مقر الحزب.
وقال رئيس الحزب د.محمد مرسي في اتصال هاتفي خاص مع وكالة الأنباء الروسية «نوفوستي» انه والأمين العام للحزب د.سعد الكتاتني استقبلا مولوتكوف الذي أشار في مستهل اللقاء إلى أن سبب الزيارة هو التعرف على رؤية الحزب لمستقبل مصر من خلال الاتصال المباشر مع قياداته.
وأشار مرسي إلى أن هناك تشابها كبيرا بين التجربتين المصرية والروسية في التحول الديموقراطي.
وتحدث مرسي عن أهمية العلاقات مع روسيا باعتبارها إحدى الدول العظمى وتتمتع بحق الفيتو في مجلس الأمن ودعا إلى تنمية هذه العلاقات خلال المرحلة المقبلة.
وكان مدير قسم الشرق الأوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الروسية سيرغي فيرشينين أعلن مطلع الشهر الجاري أن روسيا أقامت اتصالات مباشرة بجماعة الاخوان المسلمين في مصر باعتبارها إحدى أكثر القوى السياسية المصرية نفوذا.
وانبثق حزب الحرية والعدالة عن الاخوان المسلمين في أبريل الماضي ليكون واجهة لممارسة العمل السياسي.
في غضون ذلك، رد إسلاميون في مصر بغضب أمس الأول بعد أن قال نائب لرئيس الوزراء إن الحكومة يمكن أن تضع وثيقة إعلان مبادئ دستورية وتعرضها على الرأي العام قبل الانتخابات التشريعية التي سيعقبها وضع الدستور الجديد للبلاد.
ويرفض حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين والذي سينافس على نصف مقاعد مجلس الشعب في الانتخابات المقبلة فكرة وضع مبادئ فوق دستورية ويقول إن خطوات الفترة الانتقالية التي اتفق عليها من قبل ـ الانتخابات يليها وضع الدستور الجديد ـ يجب أن تمضي وفق المقرر.
وقال الأمين العام للحزب محمد سعد الكتاتني لرويترز «حزب الحرية والعدالة يرفض أي شيء يعمل على (وضع) الدستور قبل الانتخابات لأننا نرى أن الدستور وثيقة يضعها الشعب ولا يجوز المصادرة على إرادة الشعب».
وقال طارق الزمر المتحدث باسم الجماعة الإسلامية الأكثر أصولية: إن فكرة إصدار مبادئ دستورية قبل الانتخابات «خاطئة قانونا».
وأضاف «هذا يعني الالتفاف على إرادة الشعب. على السلطات أن تدعو إلى الانتخابات أولا».
يذكر ان مصر أجرت استفتاء دستوريا في مارس ـ بعد أسابيع من إسقاط الرئيس السابق حسني مبارك في انتفاضة شعبية ـ بشأن إجراء الانتخابات التشريعية وأن يقوم الأعضاء المنتخبون في مجلسي الشعب والشورى بتشكيل جمعية تأسيسية تضع الدستور الجديد».
ووافقت أغلبية ساحقة من الناخبين على الاستفتاء، لكن سياسيين ومحللين يقولون إن كثيرين من الناخبين اقترعوا للاستقرار وعودة الأمن بعد مبارك ولم يكن واردا في أذهانهم كثيرا إمكانية أن يهيمن الإسلاميون على وضع الدستور الجديد.
وتمثل وثيقة المبادئ الدستورية الموجهة لصياغة الدستور الجديد ـ خاصة ما يتصل منها بالجيش والدين ـ التحدي الذي يواجه المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد حاليا والذي يجب عليه أن يوفق بين الجماعات المتعارضة والمتعادية أحيانا.