أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن مصر أخذت على عاتقها بذل كل الجهود للتوصل إلى التهدئة لوقف نزيف الدم الفلسطيني، إلا أن ذلك يتطلب توافر المرونة الكافية من الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، مشيرا إلى اعتزام مصر الاستمرار في تقديم كل أشكال الدعم إلى الشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة.
جاء ذلك خلال استقباله للرئيس الفلسطيني محمود عباس في القاهرة امس الاول بحضور وزير الخارجية المصري سامح شكري والوفد المرافق لعباس.
وصرح السفير إيهاب بدوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيسين اتفقا على ضرورة بذل كل جهد ممكن لتخفيف المعاناة عن ابناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وذلك من خلال العمل على فتح المعابر الإسرائيلية وضمان حرية حركة الافراد والبضائع وعدم استهداف المدنيين لاسيما في المناطق الحدودية، إضافة الى بحث باقى القضايا فور تثبيت وقف اطلاق النار وذلك في محادثات تجري في القاهرة مع كل طرف على حدة للعمل على تحقيق التهدئة.
وأكد الجانبان بشكل خاص على ضرورة العمل على الدعوة لعقد مؤتمر للمانحين للبدء في إعادة إعمار قطاع غزة بشكل فوري وذلك استكمالا لما تم إقراره في مؤتمر شرم الشيخ.
من جهته، طالب الرئيس محمود عباس في بيان امس بوقف الغارات الإسرائيلية على غزة فورا.
كان عباس قد وجه رسالة الى سويسرا بصفتها الدولة المؤتمنة على اتفاقات جنيف الاربع لعقد مؤتمر عاجل حول الوضع في الاراضي الفلسطينية المحتلة.
وذكرت وكالة فرانس برس ان عباس وجه الرسالة في التاسع من يوليو الحالي الى ديدييه بوركهالتر الرئيس الدوري للاتحاد السويسري ووزير الخارجية.
من جهة اخرى، أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن مصر تولي اهتماما خاصا بدعم تماسك وسيادة الدول ووحدة أراضيها، وشدد على أهمية بناء موقف عربي موحد إزاء الوضع في العراق والمشرق العربي بصفة عامة ليكون له وزنه على الساحة الدولية، موضحا أن تحرك القاهرة باتجاه العراق كان الهدف منه توجيه رسالة بأن الحل هناك يكمن في توافق القوى العراقية مجددا على مشروع وطني جامع يسمح بمكافحة التطرف.
جاء ذلك خلال استقبال السيسي بمقر رئاسة الجمهورية امس الاول وفدا من مجلس العلاقات العربية والدولية، ضم كل من: فؤاد السنيورة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، وإياد علاوي، رئيس وزراء العراق الأسبق، ومحمد الصقر رئيس اتحاد البرلمانيين العرب بحضور وزير الخارجية المصري سامح شكري.
وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير إيهاب بدوي إن الرئيس السيسي أشار خلال اللقاء إلى ضرورة تكاتف الجهود لتصويب الصورة المغلوطة عن الإسلام، الذي باتت تسفك الدماء باسمه وهو منها براء، مشيرا إلى الدور المهم الذي سيقوم به الأزهر الشريف لتصويب الخطاب الديني ونشر قيم الاعتدال والتسامح.
وأوضح بدوي أن أعضاء الوفد قد أعربوا عن اعتزازهم بالتجربة المصرية وبدور المؤسسات الوطنية التي أنقذت الدولة المصرية من الانجراف إلى دوامة العنف والفوضى، معربين عن أملهم في أن تستعيد مصر دورها التقليدي الرائد ومكانتها المناسبة في العالم العربي.
ومن جانبه، قال رئيس مجلس العلاقات العربية والدولية محمد الصقر بعد اللقاء إن «الاجتماع كان إيجابيا للغاية، وقد خرجنا منه ونحن أكثر اطمئنانا على الوضع في مصر الحبيبة، وأكثر ثقة بأنها ستعود بقوة للعب دورها في قضايا الأمة العربية».
وأضاف الصقر أن «الرئيس السيسي أكد حرصه على دور مصر العربي انطلاقا من هويتها الثابتة وتاريخها ودورها الذي لا يعوضه أي طرف آخر في المنطقة»، وأنه «جدد التأكيد على أن مصر لن تغيب أبدا عن قضايا أمتها وأنها ملتزمة بكل القضايا القومية».