حوار: خديجة حمودة
أكد رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات والإحصاء اللواء ابوبكر الجندي انتهاء التعداد السكاني 2017 الميدانية في 31 يوليو الماضي وانه من المقرر أن يتم نشر نتائجه في منتصف سبتمبر المقبل.
وأوضح الجندي في حوار خاص لـ «الأنباء» ان تعداد السكان يعتبر المشروع الأضخم على الإطلاق، مبينا ان مصر من اعرق الدول في تنفيذ التعداد منذ العام 1882، علما ان اول تعداد تم بالعام 1947 كما تم ايضا بعد قيام الثورة بالعام 1960 ثم بالعام 1966، مشيرا الى انه وفي الوقت الذي كانت مصر تقوم بتعداد السكان لم تكن دول غرب أوروبا تعرف هذا الاجراء. لذا، بدأ الإعداد المالي له من موازنة العام المالي 2012/2013 حيث اجريت تجربته الأولى، واستمرت هذه التجارب على التوالي حتى وصلت للعام المالي الحالي.. والى تفاصيل الحوار:
ما تفصيلات تجارب التعداد التي مرت على تاريخ مصر؟
٭ كانت التجربة الاولى على 10 آلاف أسرة في محافظتي القاهرة والإسكندرية، اما التجربة الثانية فكانت على 37 الف أسرة في 3 محافظات حتى وصلنا الى 107 الاف أسرة، وحتى التجربة الثالثة كان من المقرر ان يكون التعداد ورقيا، الا انه في نهاية العام 2014 صدر قرار بأن يتم التعداد إلكترونيا، والسبب في ذلك انه في العام 2006 كان عدد المشاركين في التعداد 109 آلاف وكان من المفروض ان يصل عدد المشاركين فيه الى 125 الفا وهو رقم ضخم، وبالصدفة كان لدينا احتفالية كبيرة نهاية 2014 بمناسبة مرور 100 عام على صدور أول قانون للإحصاء، وتزامن عقد مؤتمر مع الاحتفالية شارك فيه علماء الديموغرافية وتم خلال المؤتمر مناقشة اجراء التعداد بتكلفة مادية اقل، وخرجنا بنتيجة انه في تعداد الدول الضخمة يمكن استخدام استمارتين، وهو ما يعني اختصار عدد العاملين في التعداد ولذلك استخدمنا اجهزة التابليت وتم تخفيض عدد المشاركين الى 44 الف عامل فقط.
وكم تكلف هذا الامر؟
٭ في الحقيقة وصلت التكلفة الفعلية الى 800 مليون جنيه، وقد قامت جهات عديدة بالمشاركة في هذا العمل منها وزارة الاتصالات ووزارة التخطيط والهيئة العربية للتصنيع ووزارة الانتاج الحربي وكثير من شركات القطاع الخاص المتخصصة، والتعداد المالي هو الـ 14 الذي يتم في مصر، كما انه رابع اكبر مشروع تكنولوجي في العالم كله واستخدمت فيه برامج الخرائط وخطوط الربط في القرية الذكية، وقد منحت شركات المحمول داتا سنتر ليستقبل كل هذه المعلومات في وقت واحد، كما تمت متابعة جميع العاملين وتقييم مدى إنجازهم للعمل.
الى أين وصلنا الآن في العمل؟
٭ انتهت الاعمال الميدانية وبقي معالجة البيانات واستخراج النتائج ونشرها على اكثر من مستوى، فمن المقرر ان يتم في منتصف سبتمبر المقبل النشر على مستوى الجمهورية ثم مستوى القسم والشياخة.
كيف سيتم اعلان الانتهاء من العمل؟
٭ سنقوم بعمل مؤتمر كبير تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، وسيشارك فيه رئيس الوزراء والباحثون والدارسون والأكاديميون وبعض المنظمات العالمية والإقليمية الممثلة في مصر ومنظمات المجتمع المدني.
..وما الذي يميز تعداد 2017؟
٭ أهم ميزة لهذا التعداد استحداث منظومة علمية فريدة من نوعها والتي قامت بتنفيذها احدى الشركات العالمية المتخصصة في التكنولوجيا والمعلومات بالاضافة الى الخطة الإعلامية واسعة الانتشار والتي تمت الاستعانة بها لتأهيل المواطنين للتعاون مع مندوبي التعداد قبل بدء العمل الفعلي، بالاضافة لتدريب الـ 44 الف شاب وفتاة الذين قاموا بالعمل بنجاح شديد وكانوا يقومون بتسجيل بيانات الأسر وتعدادها وارسال تلك المعلومات على الفور الى غرفة عمليات الجهاز بتجميعها واستخلاص التصنيفات منها، هذا بالاضافة الى إعداد خريطة طبوغرافية لمصر لأول مرة تفوق في دقتها خريطة مصر بواسطة غوغل وهو ما يعد انجازا تاريخيا لمصر ومن المقرر نشر هذه الخريطة على الصفحة الرسمية للجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء على شبكة الانترنت لتصبح متاحة لجميع المصريين والمنظمات المصرية والاجنبية المعنية بالبحث عن بيانات حديثة ودقيقة وموثقة عن مصر.