أعلنت وزارة الآثار تفاصيل الكشف الأثري الجديد الذي توصلت له البعثة الأثرية المصرية العاملة بجبانة الحيوانات المقدسة بمنطقة سقارة الأثرية، وهو مقبرة تعود لأكثر من 4400 عام لكاهن التطهير الملكي في عهد الملك «نفر اير كا رع» من عصر الأسرة الخامسة وكان يدعي «واح تي».
وقال د.مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار رئيس البعثة امس، إن المقبرة في حالة جيدة من الحفظ، وأن جدرانها زينت بنقوش ملونة غاية في الجمال تصور صاحب المقبرة وأمه وعائلته، بالإضافة لوجود العديد من النيشات التي تحوى تماثيل كبيرة لصاحب المقبرة وعائلته.
وأضاف أن البعثة استطاعت الوصول إلى واجهة هذه المقبرة أثناء أعمال الحفر الأثري في شهر نوفمبر الماضي خلال أعمال حفائر الموسم الثاني للبعثة التي اكتفت بالإعلان عن الكشف عن جبانة الحيوانات، حيث إن مدخل المقبرة كان مغلقا بجدار من الطوب اللبن مما يتطلب الكثير من العمل والوقت.
وأوضح أنه خلال العمل استطاعت البعثة إزالة الرديم والتي كشفت عن نقوش غائرة في العتب العلوي للسدة نقش عليها ثلاثة أسطر من الكتابة الهيروغليفية تحمل أسماء وألقاب صاحب المقبرة «واح تي»، والذي من أهم ألقابه كاهن التطهير الملكي ومفتش القصر الإلهي ومفتش معبد الملك «نفر اير كا رع» ومفتش في المركب المقدس.
وتابع أنه بعد فتح السدة ودخول المقبرة وجدت جدارن المقبرة تحمل العديد من النقوش الملونة التي تحمل اسم زوجة صاحب المقبرة (ورت بتاح)، والعديد من المناظر التي تصور صاحب المقبرة مع أمه (مريت مين) وعائلته من زوجته وأولاده، ومناظر الحفلة الموسيقية، وصناعة النبيذ، وصناعة الفخار، ومناظر تقدمة القرابين، ومناظر إبحار المراكب، وصناعة الأثاث الجنائزي، وصيد الطيور، وصناعة التماثيل، وسحب التماثيل بالإضافة إلى نصوص من السيرة الذاتية لصاحب المقبرة.
وأشار إلى أنه تم العثور أيضا داخل المقبرة على 18 نيشة تضم 24 تمثالا كبيرا منحوتا في الصخر وملونا، تصور صاحب المقبرة وعائلته، أما الجزء السفلي من المقبرة فيضم عدد 26 نيشة صغيرة تحوي حوالي 31 تمثالا منحوتا في الصخر أيضا لشخص إما واقفا أو في وضع الكاتب يرجح أنها لصاحب المقبرة وتماثيل لأفراد عائلته، بالإضافة إلى العثور على العديد من الأواني الفخارية.
وحول التخطيط العام للمقبرة، أشار مدير عام منطقة سقارة صبري فرج، إلى أنها عبارة عن صالة مستطيلة تبلغ مساحتها حوالي 10 أمتار طولا من الشمال للجنوب، وحوالي 3 أمتار عرضا من الشرق للغرب، وحوالي 3 أمتار ارتفاعا، وحجرة السرداب في نهاية المقبرة.
وأوضح أن أرضية المقبرة تحتوي على خمسة آبار دفن والتي تمكنت البعثة من تحديد أماكنها حتى يتم بدء العمل فيها فيما بعد، بالإضافة إلى بابين وهميين أحدهما يخص (واح تى)، والآخر لأمه (مريت مين).
ولفت إلى أن البعثة مازالت تواصل أعمال الحفائر داخل المقبرة والكشف عن المزيد من أسرارها، بالإضافة إلى أعمال الترميم الدقيق، وتنظيف الجدران، وتقوية النقوش والألوان.
تجدر الإشارة إلى أن البعثة الأثرية بدأت أعمالها بموقع حفائر جبانة الحيوانات المقدسة (البوباسطيون) بسقارة في شهر أبريل لهذا العام ونجحت في الكشف عن 7 مقابر صخرية منها ثلاث مقابر من الدولة الحديثة، بالإضافة إلى أربع مقابر من الدولة القديمة، وأهمها مقبرة خوفو أم حات، الذي يحمل ألقابا أهمها المشرف على المنشآت الملكية بالقصر الملكي، وتم استئناف أعمالها للموسم الثاني في شهر أغسطس الماضي حتى كشفت عن واجهة مقبرة من الدولة القديمة.
وأعلن د.خالد العناني وزير الآثار خلال الشهر الماضي عن نجاح البعثة في الكشف عن أكثر من ألف تميمة من الفيانس وعشرات من تماثيل القطط الخشبية ومومياوات القطط - تماثيل خشبية لبقرة - صقر- أسد وتماثيل خشبية بداخلها مومياوات حيوانات لـ (تماسيح - حية ـ ثعبان) وظهور مومياوات لجعارين محنطة.