أحمد سليمان
اتفقت رؤية الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط مع ما حذر منه الرئيس عبد الفتاح السيسي من مخاطر التظاهرات التخريبية على مصر والدول العربية المجاورة، والتي تجاوزت حد الخسائر المادية التي منيت بها البلاد بشكل كبير، وأن الشعوب العربية معرضة – حاليا - لهجمات تخريبية عن طريق ما يعرف بحروب «الجيل الرابع».
حديث أبو الغيط ـ أمام نخبة من الأكاديميين والدبلوماسيين العرب ـ الأسبوع الماضي جاء ليبرز الأهمية الملحة لبناء الدولة الوطنية العربية ذات الأهلية بالقوانين، فقد استند الأمين العام في قوله على التغيرات والتحولات التي سادت المنطقة بعد الثورات المتلاحقة والسريعة وأيديولوجياتها، الى الآثار السلبية لها وما خلفته من أوضاع أمنية شديدة التعقيد جراء تفكك المجتمعات، مشيرا الى دولة ليبيا كمثال، في سؤال الحضور من يستطع أن يتنبأ بمستقبل دولة في ظل وجود 150 ميليشيا تقاتل هناك؟
وبصرف النظر عن الجدل حول الصيغة التي يمكن أن يتصف بها الأمن القومي العربي، والنمط الذي يمكن أن يكون عليه مستقبل الأمة، والدعاوى التي تتجدد حاليا عن ضعف في فاعلية أجهزة الجامعة العربية ـ حسب حديث الأمين العام - الا أن الرؤيتين في تصريحات الرئيس السيسي والأمين العام الأسبوع المنصرم اتفقتا على أن النظام العالمي الجديد له تأثيره المباشر على الملفات الواقعة في دائرة الاهتمام العربي وعلى رأسها قضايا الأمن الإقليمي، وفقا لمصالح القوى الفاعلة والتحولات التي تحدث في هياكلها.
وفي تقدير الحضور، فإن الصراع بين القوى الكبرى الفاعلة في النظام العالمي على مناطق النفوذ والثروات ينعكس على المنطقة بأكملها، لذا فإن الأمر يستدعي العمل بجدية أكثر من أجل توحيد الجهود والحفاظ على المصالح، بل وذهبت اراء المشاركين الى أن الانعكاسات الاستثنائية للثورات العربية أدت الى تنامي بعض القوى التي أثرت سلبا على الصورة المتوقعة للعمل المشترك، وهو ما حذر منه أبو الغيط بقوله إن هناك أدوات أدت لتدمير الدول اما بتصرفات وايدي ابنائها - وهنا تكمن المأساة - او بتدخلات من يرغبون في الهيمنة على هذه الأمة.
وإن كان هناك صعوبة بمكان تحديد مستقبل الأمن القومي العربي فإن حديث الأمين العام للجامعة العربية الذي أثنى فيه على جيش مصر الوطني القوي، الذي استطاع أن يحافظ على أمنها وتمكن من تحقيق التوازن من جديد ـ في منطقة تموج بالصراعات، دفع الحضور بإعادة التذكير ـ قبل انعقاد القمة العربية نهاية الجاري ـ بمقررات قمة شرم الشيخ 2015 والتي دعت الى إنشاء قوة عربية مشتركة.