بيروت ـ جويل رياشي
وضعت بلدية جبيل مسارا للدراجات الهوائية في خدمة محبي هذه الرياضة من هواة ومحترفين من كل الاعمار. مسار مقفل هو الاول من نوعه في لبنان، يراعي السلامة العامة، ويهدف الى حماية مزاولي ركوب الدراجة الهوائية، وتمكينهم من التمتع بمناظر خلابة على مسار طوله 500 متر ذهابا ومثلها إيابا.
نقطة الانطلاق من حي المحطة شمال المدينة، وصولا الى جسر الدجاج التاريخي، الذي حمل بداية اسم جسر أرز جاج، من أيام نقل خشب الأرز من منطقة جاج الجبلية في أعالي جبيل عبر نهر يفصل بين جبيل وعمشيت على الساحل، قبل شحنها بحرا الى مصر، ومنها بني مركب تاريخي وضع قرب الأهرامات في منطقة الجيزة بالقاهرة.
مسار اسفلتي أملس مزنر بأشجار الشربين، يتخلله فاصل يضيق ثم يتسع بين خطي الذهاب والإياب. من يملك دراجته الخاصة يستطيع الدخول بالمجان، بينما الخدمة مؤمنة للسائح او الذي يريد تفادي نقل دراجته من مسافة بعيدة، باستئجار واحدة من نقطة الانطلاق من قبل شركة معروفة، تؤمن هذه الخدمة في مناطق لبنانية عدة.
مشروع بدأ العمل عليه منذ العام 2014، واتضحت معالمه قبل سنة تقريبا، وتأجل افتتاحه رسميا بسبب أزمة كورونا التي أغلقت البلاد أشهرا.
حفل التدشين جرى في حضور النائب زياد الحواط الذي عمل على تأسيس المسار في عهده رئيسا للمجلس البلدي للمدينة. كما حضر رئيس البلدية الحالي وسام زعرور وجمع من المهتمين. ويضاف المسار الى فسحات عدة وضعتها البلدية في تصرف أهالي المدينة والقضاء واللبنانيين والسياح، من حديقة عامة ومنشأة رياضية وقصر مؤتمرات ضخم لم يتم الانتهاء من أعمال التشطيب فيه.
رئيس البلدية وسام زعرور شدد لـ«الأنباء» على تعزيز الوجهة السياحية للمدينة من خلال المسار، علما ان البلدية دخلت سابقا في تعزيز ثقافة الدراجة الهوائية في المدينة من خلال توفير نقاط عدة لاستئجار الدراجات الهوائية عبر تطبيقات الكترونية. وعرض زعرور للمسار مشيرا الى توافر مواصفات بيئية عالمية فيه، الأمر الظاهر للعيان بالعين المجردة. وتحدث عن أعمال الصيانة المستمرة للحفاظ على المسار، شأن المنشآت الأخرى التي حافظت على جماليتها في المدينة بجهود المجلس البلدي. ويسهب زعرور في الحديث عن تفاصيل المسار، ولا يخفي انتصاره لتعزيز ثقافة ركوب الدراجة الهوائية لتحقيق أهداف عدة بينها الرياضية والبيئية. ويشيد بدور النائب الحواط في العمل على توفير المسار، «وقد أكملنا المسيرة بعد انتقاله الى الندوة البرلمانية، على رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد. استغرق الأمر سنوات ست لاتمامه، وكان مقررا افتتاحه قبل اربعة أشهر، لكن الظروف أدت الى التريث، الى ان قررنا ان الوقت قد حان لافتتاحه، وخصوصا بعدما لفتني في عز أزمة كورونا إقبال الناس على ممارسة رياضات المشي وغيرها. ورأينا انه لابد من تشجيع الناس على ركوب الدراجة الهوائية، لما توفره من تباعد اجتماعي بين مزاوليها. المسار متاح للجميع ومجاني دون أي مقابل، والحماية مؤمنة من قبل شرطيات البلدية الاناث اللواتي يتناوبن على التواجد في المسار من الساعة الثامنة صباحا حتى المغيب. وسيتواجد ايضا اشخاص من الشركة التي تؤمن خدمة تأجير الدراجات، وهؤلاء جميعهم سيتواصلون عبر الخط المباشر مع مركز الشرطة البلدية. وادعو الجميع الى رؤية المسار والتمتع به، وأكرر ان الهدف الاساس الى جانب الخطة البيئية، هو تظهير الوجه السياحي للمدينة من التمتع بالشاطئ والحديقة العامة والاسواق التجارية وملاهيها الليلية وكنوزها الثقافية من قلعتها وجوامعها وكنائسها (...) نحن نوفر مكانا جديدا للسائح بوجه مختلف إضافي ومميز للمدينة».
المسار فتح أبوابه، وعجلة الدراجات بدأت في الدوران على الإسفلت. دوران يشبه حال المدينة التي تسير الى الأمام بوتيرة تصاعدية عززت موقعها عاصمة للسياحة العربية، ومدينة متوسطية لها موقعها المتقدم بين نظيراتها على شواطئ المتوسط.