بيروت - عمر حبنجر
حرب غزة مع الغزاة مستمرة في خطها التصاعدي، فيما خطر امتداد الحريق الى جنوب لبنان يتضاءل، بمعزل عن بعض المناوشات، او التظاهرات الاحتجاجية على الشريط الحدودي.
والمعطيات تشير الى ان حزب الله ليس في وارد خرق قواعد الاشتباك المتفق عليها منذ العام 2006، كما ان إسرائيل لا ترغب في إضافة جبهة جديدة.
قيادة القوات الدولية (اليونيفيل) مرتاحة للوضع في الجنوب، وقائد بعثتها ستيفانو دل كول، على اتصال دائم ومباشر مع الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي، ويواصل حض الجميع على ضبط النفس، وذكرت مصادر مطلعة ان حزب الله أبلغ مسؤولي الفصائل الفلسطينية بوجوب تحمل مسؤولياتها في منع كل ما من شأنه زعزعة الاستقرار جنوبا.
وشدد مصدر ديبلوماسي لبناني على أنه لا مصلحة لأحد بخرق القرار 1701 ولا بزعزعة استقرار الجنوب، لكننا متضامنون مع الشعب الفلسطيني إلى أبعد الحدود. وواضح لهذا المصدر ان قرارا بفتح الجبهة اللبنانية مع إسرائيل، ليس بيد القوى المعنية داخل لبنان، وحدها.
نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله محمود قماطي قال ان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وبعد مقتل علي محسن في سورية، جراء غارات إسرائيلية، قال: ان الجيش الإسرائيلي على الحدود «واقف على رجل ونصف» أما اغتيال محمد الطحان مؤخرا، فيدرس اتخاذ القرار المناسب.
وأضاف: ان قواعد الاشتباك داخل فلسطين تبدلت كليا لكن قواعد الاشتباك المتعلقة بلبنان ومحيط فلسطين لم تتبدل، والمعركة تدور على أرض فلسطين، وليس على أرض لبنان، وإذا اعتدت إسرائيل على لبنان فسيكون هناك كلام آخر.
وفي معلومات المصادر، ان هناك مهلة إضافية، استحصل عليها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قبل رفع «الفيتو» عن القرارات المرتقبة في مجلس الأمن، تنتهي يوم الأربعاء، عله يسجل هدفا كبيرا في مرمى المدافعين عن غزة والقدس، من شأنه تعزيز مواقفه الداخلية المهتزة، بتأثير المحاكمة التي تنتظره بقضايا فساد.
أما على صعيد الداخل اللبناني، فليس من جديد مفيد، القوى الداخلية منشغلة، بقراءة المطالعة الدفاعية التي أرسلها رئيس الجمهورية ميشال عون الى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وباحتساب الأيام التي سيمضيها الرئيس المكلف سعد الحريري في الخارج، تحت عنوان الزيارة العائلية.
وبالمناسبة، نقلت صحيفة «نداء الوطن» عن مصادر معنية وصفها رسالة رئيس الجمهورية ميشال عون الى الرئيس الفرنسي بمرافعة دفاعية مطولة، تصلح للدخول في كتاب غينيس للأرقام القياسية، بوصفها الأطول في تاريخ الرسائل المتبادلة بين رؤساء الدول.
واعتبرت ان هذه الرسالة، محاولة يائسة لدرء العقوبات عن جبران باسيل.
الاتصالات المسجلة، خلال عطلة عيد الفطر، اتسمت بالطابع الاجتماعي، الرئيس ميشال عون اتصل بالرئيس نبيه بري مهنئا بعيد الفطر، والنائب جبران باسيل أذاع بيانا قال فيه انه اتصل بالرئيس السوري بشار الأسد وبعدد من وزراء الخارجية في الدول العربية والإقليم ومن بينها تركيا وإيران وفلسطين والأردن وقطر والمغرب. كذلك اتصل بعدد من المسؤولين المسلمين في عدد من الدول وفي المؤسسات الدولية.
كذلك أجرى اتصالات تهنئة بالعيد بعدد من كبار المسؤولين وعلى رأسهم رئيس الحكومة حسان دياب وحسن نصرالله فضلا عن عدد من الوزراء ورؤساء الأحزاب والمسؤولين والقادة السياسيين والأمنيين.
مصدر دار الفتوى في بيروت وردا على سؤال، نفت ان تكون تلقت اتصالا من باسيل لهذه الغاية.
النائبة رولا الطبش، عضو كتلة المستقبل قالت لموقع «الأنباء» الإلكترونية، الناطق بلسان الحزب التقدمي الاشتراكي، ان «الأمور ما زالت مجمدة ولا مؤشرات لحل للعقد. وان المواقف داخل تيار المستقبل وعلى الساحة السنية هي مع عدم التنازل أو اعتذار الرئيس الحريري»، على الرغم من أن «هذا الخيار كان واردا قبل العيد وقبل مجيء وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت، لكنه اليوم مجمد»، مستبعدة التوصل الى حل في غياب المبادرات والوساطات والضغط على الفريق المعرقل.
أما على الصعيد المعيشي، التخبط مستمر هو الآخر، فالمطلوب مفقود والموجود محدود، والبطاقة التمويلية الموعودة، بطاقة تمويهية.
وأعلنت 43 صيدلية في منطقة المتن الإضراب يوم الخميس بسبب عدم حصولهم على الأدوية، وخصوصا أدوية الأمراض المزمنة كالضغط والسكري. نقيب الصيادلة غسان الأمين الذي حذر من فقدان الدواء في غضون شهر، قال: «ان الوضع كارثي، وان 600 صيدلية أقفلت في لبنان حتى اليوم».