المباراة الودية «الفولكلورية» التي أقيمت أمس الأول في الذكرى الـ 35 لاندلاع الحرب في بيروت (ملعب «مدينة كميل شمعون الرياضية») بين فريقين ضما وزراء ونوابا، حققت هدفها المباشر وأوصلت الرسالة التي فحواها ان الحرب والحقبة السوداء ولت الى غير رجعة، وان اللبنانيين الذين تقاذفوا كرة النار طويلا لديهم متسع من الاستقرار واللهو، وان الخلافات والصراعات السياسية ليست أقوى من الوحدة والتعاون بروح رياضية وحيث الجميع «فريق واحد» من أجل لبنان.
«الفكرة» جديدة من نوعها وحضارية ولاقت الاستحسان والتشجيع وأكبر مواكبة اعلامية من حشد اعلامي هو الأكبر في تاريخ المدينة الرياضية، كما واكبها اللبنانيون بمرح ومتعة، اذ أتيحت لهم فرصة التندر على زعمائهم الذين يجيدون المناورات واقتناص المكاسب بسبب لياقتهم السياسية ولكنهم على أرض الملعب افتقد معظمهم اللياقة البدنية.
وفي هذه المباراة التي حضرها الرئيس ميشال سليمان وكان منشرحا بطبيعته، في حين لم يحضر الرئيس نبيه بري لأسباب لم تعرف، والتي كان فيها وليد جنبلاط الغائب الأكبر، وهو الذي طالما صنف لاعبا سياسيا ماهرا، ويبدو انه فقد هذه الصفة الآن، هذه المباراة تميزت بـ:
ـ سامي الجميل كان نجم المباراة وهدافها (أحرز هدفي المباراة) ولكن لعبه عكس نزعة اللعب الانفرادي بالاستئثار بالكرة وعدم اعطاء تمريرات لإحراز الهدف بنفسه، ولم تفت الجميل فرصة «الاستثمار السياسي»، بإشارته الى ان استراتيجية الحاج عمار (النائب علي عمار قاد الفريق الأبيض مقابل الفريق الأحمر الذي قاده الحريري) كانت عاطلة وسيئة جدا، ولكن عمار لا يحتمل استفزازا كهذا حتى لو كان مزاحا، فذكر بأن الاستراتيجية الدفاعية هي ضد العدو الاسرائيلي فقط، وانه قرر التساهل واهداء الفوز للفريق الآخر لأنه فريق رئيس الحكومة.
كما ان الجميل لم ينس ان يهدي فوزه الى «الشهيد الكتائبي الأول في الحرب جوزف أبو عاصي» والى «الرئيس كميل شمعون الذي تحمل المدينة الرياضية اسمه» والى «الشيخ بيار الجميل الموجود اسمه على احدى قاعات المدينة الرياضية».
ولكي تكتمل الصورة الرمزية، فإن اللاعب الكتائبي سجل هدفه في المرمى «البعثي» (الحارس النائب قاسم هاشم)، ولكن الحارس اتهم بأنه كان متساهلا بدخول هدفي فريق رئيس الحكومة في مرماه.
ـ ظهر تناغم واضح بين الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل اللذين أظهرا دينامية ولياقة بدنية، باسيل تقصد تمرير الكرة مرارا الى الحريري الذي لم يحالفه الحظ في ترجمتها الى أهداف، وبدا في النتيجة ان التناغم موجود ولكنه غير مثمر ولا يصل الى نتيجة.
ـ لوحظ تمرير دائم للكرة بين النائب علي عمار «كتلة الوفاء للمقاومة» والنائب علي بزي «كتلة التنمية والتحرير» ما عكس الشراكة الكبيرة بين حزب الله وحركة أمل حتى على الملعب.
ـ كان لافتا اداء الوزير والنائب أكرم شهيب رغم سنه ما حلله البعض بالشخصية السياسية القوية وهو ما اثبته شهيب في استحقاقات كثيرة.
ـ الحريري ارتدى قميصا احمر يحمل الرقم 22 ما يعني «8 + 14» اي الشخصية الاكثر سعيا الى التوافق بين القوى.
ـ الثغرة الأساسية في المباراة كانت غياب الجمهور عن المدرجات، وفي ذلك مؤشر الى تفاوت بين المستويين السياسي والشعبي لجهة الوعي والنضج والروح الرياضية، أو انه مؤشر الى ان السياسيين يجيدون فن المناورة والتمثيل والتضليل فيما الشعب يعكس أجواء زعمائه الحقيقية ويتفاعل بطريقة لا يمكن اخفاء ان هناك مشكلة في البلد مازالت موجودة وتحول دون مشاركة الجمهور في مباراة ولو على سبيل التسلية والمرح.
واقرأ ايضاً:
الشيخ قبلان: مباراة كرة القدم أفضل من طاولة الحوار!
أخبار وأسرار لبنانية
إسرائيل امتنعت عن تنفيذ عملية ضد لبنان في اللحظة الأخيرة!
جنبلاط من الوسطية إلى الحلف مع قوى الممانعة
كتلة المستقبل ترفض الابتزاز في موضوع الاتفاقية الأمنية
اعتقال 4 شماليين بشبهة التعامل مع الموساد
إضراب عمالي في 17 يونيو المقبل