بيروت ـ زينة طبّارة
رأى عضو كتلة «المستقبل» وتكتل «لبنان أولا» النائب د.أحمد فتفت انه على الرغم من كون طاولة الحوار مواربة سياسية، يجب استمرارها لعدة أمور وأهمها:
1- إيصال الرسالة الى العالم الخارجي بأن اللبنانيين في صدد التباحث فيما بينهم في كل الأمور الخلافية وتحديدا في موضوع السلاح كي لا يصبح عرضة للضغوط الخارجية على لبنان.
2- التواصل الدائم بين القيادات اللبنانية برعاية رئيس الدولة.
3- تطبيق ما تم الاتفاق عليه منذ عام 2006 حتى اليوم، معتبرا ان الطروحات القاضية بعدم التباحث في السلاح هي طروحات غير مجدية، كون السلاح يتم تداوله بين الناس بشكل يومي وعلى مدار الساعات والدقائق، وبالتالي فمن الأفضل ان يكون هناك مكان ذو طابع رسمي للتباحث فيه، عوضا عن تركه عنوانا ضاغطا سواء في الشارع أم في المجالس الشعبية.
ولفت النائب فتفت في حديث لـ «الأنباء» الى ان أحدا لا يستطيع ممارسة سياسة التكاذب المتبادل، نظرا لوجود مواضيع ضاغطة لابد من التباحث بها وذلك منعا لتحويلها الى مادة أساسية لدى الوسائل الإعلامية، وبالتالي الى مادة ضاغطة في الشارع وبين اللبنانيين، معتبرا ان الكلام والمواقف القاضية بمنع التباحث بسلاح حزب الله هما بمنزلة القول للبنانيين بطريقة أو أخرى «اذهبوا وعالجوا هذا الموضوع في مكان آخر»، مذكرا ان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كان واضحا في كلامه خلال حديثه الأخير لتلفزيون المنار، بأن «السلاح ليس كل شيء في الإستراتيجية الدفاعية»، مما يعني لجهة مضمون هذا الكلام ان السلاح جزء أساسي من الاستراتيجية الدفاعية ولا إمكانية للفصل بينهما، متسائلا عن معنى التباحث في استراتيجية دفاعية لحماية لبنان إن لم يكن هناك من سلاح لتطبيق آلية الدفاع المعتمدة فيها، وبالتالي عندما يتحدث اللبنانيون عن استراتيجية دفاعية فهم يتحدثون بشكل مباشر عن السلاح شاء من شاء وأبى من أبى، إلا إذا كان البعض يريد اعتماد آلية للدفاع «بالعصي والحجارة».
وردا على سؤال حول تهديد حزب الله والعماد عون بالانسحاب من الحوار في حال إصرار قوى 14 آذار على التباحث بالسلاح، رأى النائب فتفت ان هذا التهديد هو «منطق الاستقواء على الآخرين بقوة السلاح» ويرسخ حجم الهواجس لدى اللبنانيين، مشيرا الى ان عملية استئصال تلك الهواجس تتطلب قيام دولة قوية قادرة على حمايتهم وحماية مصالحهم، بحيث لا يمكن ان تقوم الدولة بدورها المطلوب في ظل وجود قوى مسلحة خارج نطاق الشرعية، معتبرا ان التكاذب لن يؤدي سوى الى استمرار المشكلة وبالتالي الى تراكمها ومن ثم تحولها باتجاه المجهول، لافتا الى ان نموذج الدولة القوية الرادعة في مواجهة إسرائيل قد نجح في سورية بحيث لم تشهد الحدود الإسرائيلية ـ السورية اي تدهور أمني منذ ما يقارب الـ 40 سنة، وذلك بسبب وجود الدولة القوية، معتبرا ان هذا النموذج المذكور يجب انسحابه على الدولة اللبنانية من خلال جمع السلاح وتشكيل رادع حقيقي في وجه العدو الإسرائيلي، مذكرا بأنه منذ عام 2006 لم توجه طلقة واحدة باتجاه إسرائيل، الأمر الذي يزيد من هواجس اللبنانيين ومن تساؤلاتهم ما إذا كان السلاح الذي لم يعد موجه فعليا الى إسرائيل سيكون فقط للاستعمال الداخلي.