بيروت ـ عمر حبنجر
تميز استقبال الرئيس السوري بشار الأسد لرئيس وزراء لبنان سعد الحريري في قصر الشعب يوم الثلاثاء، بحرارة لافتة، لا تقل عن تلك التي طبعت استقباله له في زيارة الحريري الأولى الى العاصمة السورية، في 19 يناير الماضي، وفق المصادر المتابعة للزيارة.
المصادر اللبنانية، قالت ان الرئيس الحريري عرض مع الأسد وعلى مدى 4 ساعات، العلاقات الثنائية والتطورات الدولية، كما جرى التأكيد على ضرورة الاستمرار في تنسيق المواقف بين البلدين في مواجهة التحديات المشتركة، وعلى أهمية البناء على ما تم تحقيقه خلال الفترة الماضية من إيجابيات، من أجل تجاوز العقبات التي قد تحول دون التقدم المأمول في مسيرة العلاقات.
واطلع الرئيس الأسد من الرئيس الحريري على الجولة التي ينوي القيام بها خلال الفترة المقبلة والتي تشمل عددا من الدول العربية والأجنبية، كما اطلع الحريري من الأسد على نتائج زيارته الى تركيا، وزيارة الرئيس الروسي الى دمشق، وتم الاتفاق على تسريع عمل اللجان التحضيرية استعدادا لاجتماع اللجنة العليا السورية ـ اللبنانية في أقرب وقت، وفق وكالة «سانا» السورية.
وبعد عودته مساء الى بيروت أصدر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء بيانا توافق بحرفيته مع معلومات «سانا».
وبحسب المصادر المواكبة فإن الرئيس الأسد عرض مواقف سورية من آخر التطورات في المنطقة، كالملف النووي الإيراني والتهديدات الإسرائيلية وعملية التسوية، اضافة الى ملف المقاومة، وقال للرئيس الحريري، لم يحترمنا العالم إلا بسبب دعمنا للمقاومة وتمسكنا بحقوقنا وحفاظنا على وحدتنا الوطنية، لافتا الى ضرورة تركيز اهتمام اللبنانيين على وحدتهم الوطنية.
وقالت المصادر ان المباحثات تناولت الاتفاق الأخير لمبادلة اليورانيوم الإيراني المنخفض التخصيب بالوقود النووي، والزيارة التي ينوي الحريري القيام بها إلى واشنطن.
عبر الحريري إلى واشنطن
المصادر نفت عبر وسائل الإعلام ان يكون الرئيس السوري حمّل الرئيس الحريري اي رسالة الى الإدارة الأميركية، لكنها نقلت عن الحريري انه سيعبر في واشنطن عن المواقف التي تحفظ وتصون الوفاق الوطني.
أما الرئيس الأسد فقد شدد من جهته على حق المقاومة وأهميتها كورقة للتوصل الى السلام.
العلاقات في طريق التنظيم
وفي ضوء ما تقدم لاحظت مصادر لبنانية مسؤولة لـ «الأنباء» ان علاقة الدولة اللبنانية مع الدولة السورية بدأت تشق طريقها باتجاه التنظيم والقوننة بدلالة زيارة الوفد الإداري الكبير برئاسة الوزير جان أوغاسبيان الى دمشق، لمعالجة الاتفاقات الموقعة او تطويرها في مناخ طبيعي.
هاجس العقوبات ضد إيران
المصادر أعربت عن الأمل باستمرار المناخ الدولي والاقليمي، المتصل بالملف النووي الايراني، في ضوء الاتفاق الايراني – التركي برعاية البرازيل، ولو ان الموقف الاميركي والأوروبي في مجلس الأمن، من الاتفاق لا يشجع، في ظل قناعة الوزيرة هيلاري كلينتون بأن موافقة ايران على الاتفاق التركي – البرازيلي انما هي لدرء العقوبات. وتبنت كلينتون مشروع العقوبات الجديد المطروح على مجلس الأمن.
في هذا الوقت أبلغ منسق عملية التسوية في المنطقة روبيرت سيري ان التوتر قد تبدد بين لبنان واسرائيل في أعقاب مزاعم عن تزود حزب الله بصواريخ نوعية عبر سورية، وعزا الفضل الى اتصالات زعماء أوروبيين وعرب بالأطراف كافة.
لكن المصادر اللبنانية المتابعة ترى ان موضوع العقوبات المطروح على مجلس الأمن ولبنان عضو غير دائم فيه يمكن ان يتأبط شرا للبنان.
من جهته الشيخ نعيم قاسم، نائب الأمين العام لحزب الله أكد أنه ليس مطروحا لدى الحزب ان يسقط أسباب قوته، تلبية لاسرائيل أو لعملائها حتى لو وصل صراخهم الى آخر الدنيا، لأن ما رأيناه من عز بقوتنا لا يمكن ان نراه بغيرها.
الحريري إلى عمان الجمعة
ووصل الى بيروت أمس الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى.
ويصل نهاية الأسبوع الى دمشق فبيروت وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشينر الذي يصل الى دمشق السبت ويكون الأحد في بيروت، بعد زوال السحابة التي أدت الى تأجيل هذه الزيارة.
الى ذلك يتوقع ان يصل الى بيروت السبت المقبل وزير خارجية المانيا. يبقى ان الرئيس سعد الحريري سيغادر الى عمان يوم غد الجمعة، للقاء الملك عبدالله الثاني، في اطار جولته العربية المقررة، تحضيرا للقائه الرئيس الأميركي باراك أوباما يوم 24 الجاري.