أسلوب بارد: تقول مصادر في المعارضة ان الطريقة التي اعتمدت في ادارة الملفات الداخلية هي طريقة «باردة» وغير مستعجلة لإزالة العقبات الفعلية في انجاز هذه الملفات ومعالجتها.
فهذه الملفات لم تعالج لأن هناك تجاذبات اقليمية تعطلها كما كان يحصل في بعض المراحل السابقة، انما العرقلة لها علاقة بالشأن الداخلي انطلاقا من التجاذبات الحاصلة بين القوى السياسية المشاركة في الحكومة، وهي أيضا تتعلق بحصة كل طرف في التعيينات مثلا وبإقرار الموازنة على قاعدة قانونية ودستورية، خصوصا ان المرحلة السابقة في عهد حكومتي السنيورة شابها الكثير من الأخطاء التي لها علاقة بتجاوز الدستور ومسألة الصرف على القاعدة الاثني عشرية.
محاسبة جادة: بعد انطواء صفحة معركة الانتخابات البلدية، ورغم كل ما حققه، فإن النائب وليد جنبلاط أعلن ان ثمة «محاسبة جادة» لعناصر حزبه حيث أخفق، وهو بذلك شرع الباب أمام خطوة كان يعتزم القيام بها منذ زمن، وهي اعادة ضخ الدماء في شرايين حزبه عبر «حفلة» تطهير، على غرار ما بدأ به العديد من القوى الأخرى، مستغلة نتائج حدث الانتخابات التي تبيح لأي كان القول ان ثمة أخطاء اعترتها.
ضجة ومتاعب: اعلان تيار المستقبل انه يدعم كاظم صالح الخير مرشحا عن منطقة المنية الضنية لملء فراغ المقعد الذي شغر بوفاة النائب هاشم علم الدين، يبدو انه لن يمر من دون ضجة ومتاعب وتحفظات.
فقد أعلنت كتلة الوفاق الوطني التي تضم الوزير محمد الصفدي والنائب قاسم عبدالعزيز، أنها كانت تتمنى لو تم التوافق على أحد أفراد عائلة علم الدين لملء المقعد الشاغر، إلا أن عدم حصول هذا الأمر يدفعها أن تترك لمناصريها الخيار، وهي تؤيد خيار أهل المنية في المرشح الذي يرونه مناسبا لحمل الأمانة والتعبير عن طموحاتهم والدفاع عن قضاياهم، وتؤكد وقوفها الدائم إلى جانبهم في كل ما يعود بالخير على المنية.
ويأتي موقف الوزير الصفدي والنائب عبدالعزيز ليزيد في إحراج تيار المستقبل، خصوصا أن هذا الموقف جاء متناغما مع مضمون الاجتماع الرباعي (الذي ضم النائبين السابقين جهاد الصمد وأسعد هرموش ومحمد آغا الفاضل ومسؤول الحزب القومي في الشمال عبد الناصر رعد)، وتحديدا لجهة الإصرار على إبقاء المقعد النيابي عند آل علم الدين لإكمال الولاية.
إلا أن العقبة الرئيسة التي تحول دون الإعلان عن تبني مرشح محدد من العائلة لاتزال متوقفة على النتائج التي ستخرج بها الاتصالات القائمة على خطى أشقاء النائب الراحل هاشم علم الدين الذين ترشح منهم بشير من جهة، وعلى خط م.رضوان علم الدين من جهة ثانية، بهدف إيجاد تفاهم يسحب أحدهما من المعركة لصالح الآخر، ما يعطي المرشح عن العائلة حينذاك دفعا قويا على المستويين العائلي والسياسي المعترض على خيار «المستقبل»، خصوصا أن الرئيس نجيب ميقاتي لم يحسم خياره بعد، ربما لنفس الأسباب، علما بأن موقفه سيكون له وقع مهم على مجريات المعركة الانتخابية، ومن المتوقع ان يعكس حرصه على أهمية وضرورة مراعاة الخصوصية العائلية لمنطقة المنية وللتقاليد السياسية المتبعة.
من هو نقيب المحررين الجديد؟: بموجب قانون المطبوعات على المهتمين بانتخاب نقيب جديد للمحررين، ان ينتظروا مهلة انقضاء الأربعين على وفاة النقيب الراحل حتى يدعى مجلس نقابة المحررين برئاسة نائب النقيب سعيد ناصر الدين الى انتخاب أحد أعضاء النقابة من الطائفة المارونية لتسلم المنصب، أو يتقدم مجلس نقابة المحررين بتقديم استقالة جماعية، وتكون هناك انتخابات جديدة تنتهي بترئيس نقيب جديد. والحالة الثانية هي الأرجح، بحيث يكون للقاعدة الانتخابية رأيها في انتخاب النقيب الجديد. وتقول معلومات ان ثائر كرم نجل النقيب الراحل يرفض الحلول مكان والده، واذا ما ترشح ثائر فإن الاوراق ستخلط لأن أغلبية الهيئة الناخبة كانت تؤيد والده، ولكن هذا الترشيح قد يضطر عددا من الأعضاء الى الاستقالة مما سيملي انتخاب المجلس من جديد. من داخل مجلس النقابة هناك 4 مرشحين هم: حبيب شلوق، وجوزف قصيفي، وطانيوس دعيبس، ومنير نجار. ومن خارج المجلس، ودائما من ضمن جدول نقابة المحررين، هناك الياس عون أمين صندوق نقابة الصحافيين، وهو معار من نقابة المحررين، وكان من أعز أصدقاء ملحم كرم. وطرح في البداية انتخاب نجله ثائر كرم لإكمال الولاية المفترضة، وبعد رفض الأخير باتت تطرح أسماء كثيرة من النقابة وزملاء كرم، الا ان التوجه الذي يتم طرحه يقوم على ان يكمل المجلس الحالي ولايته المتبقية في غياب النقيب.
إيران والحريري: توالت الاشارات والدلالات السياسية على خط الجمهورية الاسلامية الايرانية والسرايا الكبير بعد رسالة الشكر التي ارسلتها السيدة نازك رفيق الحريري للسفير الايراني في لبنان غضنفر ركن ابادي وذلك ردا على مبادرته بزيارة ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، دون اغفال زيارة السفير ابادي للرئيس سعد الحريري والتي اتسمت بالايجابية، ربطا بكلام نقل عن الرئيس احمدي نجاد رحب خلاله بأي زيارة قد يقوم بها الرئيس الحريري. ذلك ما تشير اليه اوساط سياسية متابعة التي ترى ان هذه العناوين تصب بالمحصلة في السياق الايجابي والتقدم الواضح على خط التواصل بين ايران ورئيس الحكومة. وبدا واضحا للمراقبين ان الربط الذي اجراه السفير الايراني بين مواقف الحريري ودعمه للمقاومة هو على صلة وثيقة باستعداد ايران لفتح صفحة جديدة والعكس صحيح، مع رغبة هذه المصادر في معرفة ما هو المقصود وما مضمون الصفحة الجديدة اذا كانت هذه أسسها او شروطها، علما ان مواقف الحريري تتصل بحمايته الوضع الداخلي والوحدة الاسلامية أكثر من أي شيء آخر. الا ان الأمر مثير للاهتمام ويحض على متابعة رصد ملامح متغيرات معينة في السلوك الايراني او في مواقف «حزب الله» في المدى القريب، ومدى اعتماد ايران سلوكا او سياسة مغايرة جديدة انطلاقا من لبنان، أم ان الأمر يعني التزام ايران السيادة اللبنانية واعتمادها القنوات الرسمية أكثر في التعاطي ولبنان بدل حصر تعاطيها عبر «حزب الله» ومؤسساته على رغم الشكوك كثيرا بذلك.