بيروت ـ زينة طبارة
نفى عضو تكتل «التغيير والاصلاح» النائب د.نبيل نقولا ما نشرته بعض الوسائل الاعلامية عن اجواء متوترة تسود بين الرئيس سليمان والعماد عون تحت عنوان «حرب الجنرالين» معتبرا ان تلك الوسائل الاعلامية المأجورة تستنتج زورا من مواقف العماد عون وفريقه السياسي ما تتمنى حصوله وما تسعى اليه من خلال نشرها مقالات وتحليلات مغرضة باتت معروفة الابعاد والاهداف، مؤكدا ان العلاقة بين الرجلين طبيعية وقائمة على الاحترام المتبادل وهي ككل علاقة بين رجلين سياسيين يتخللها اختلاف في الرؤية ووجهات النظر، انما هذا الاختلاف لا يعني اطلاقا حربا باردة او مستترة كما شاءت تسميتها تلك الوسائل الاعلامية، مشيرا الى ان انتفاء الاختلاف في وجهات النظر في بلد ديموقراطي كالدولة اللبنانية ان دل على شيء فهو يدل على ان الممارسة السياسية اصبحت ديكتاتورية وشمولية.
واوضح النائب نقولا في حديث لـ «الأنباء» ان التوقيفات التي جرت مؤخرا بحق طلاب جامعيين من التيار «الوطني الحر» عبروا عن رأيهم في الرئيس سليمان على موقع «الفيس بوك»، حملة على المستوى الشخصي الى الاعتراض ليس على شخص الرئيس انما على الطريقة التي تمت بها معالجة الامر من قبل النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا، كونها اتت تطبيقا لمنطق غير سليم على قاعدة «نعلم ابناءنا ونصدرهم هدايا الى مجتمعات الخارج» هربا من عقاب على خلفية التعبير عن الرأي الذي نصت عليه شرعة حقوق الانسان، في وقت يتم فيه التغاضي عن بعض الاعلاميين المأجورين وترك العنان لهم في توجيه ما يشاءون من اتهامات وكيل الكلام الجارح بحق من يريدون من رجال السياسة دون محاسبتهم او حتى توجيه اللوم اليهم، وذلك تحت عنوان حرية الصحافة والتعبير عن الرأي، معتبرا ان ما حصل لم يكن اقل من انفصام في التعاطي مع الموضوع الواحد وهو ما استدعى تسجيل المواقف المعترضة عليه.
على مستوى آخر وعلى خط بكركي ـ والرابية، اكد النائب نقولا انه ليس لدى التيار «الوطني الحر» اي موقف سلبية او ايجابية من البطريرك صفير اثر ابداء رأيه امام مجلس الشيوخ الفرنسي في سياسة العماد عون وتفاهمه مع «حزب الله» متسائلا في المقابل ما اذا كان التفاهم بين اللبنانيين من اجل المصلحة اللبنانية العامة قد اصبح تهمة في نظر البعض كي يتساءل البطريرك صفير عن المكان الذي يريد العماد عون الوصول اليه من خلال تفاهمه مع الحزب المذكور، مؤكدا له وللجميع ان التحالف بين التيار و«حزب الله» قائم على اسس وثوابت وطنية اثبتت الايام والمحطات السياسية المنصرمة صحته وصحة سياسة العماد عون في التلاقي مع الآخرين، مستغربا اتهام «حزب الله» بعدم لبنانية سياسته وتتطلعاته ورؤيته خصوصا فيما يتعلق بالسياسة الداخلية وحتى الاقليمية منها وهو من قدم الاف الشهداء من اجل تحرير ارض الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي.
واكد النائب نقولا ان مقاطعة الرابية لبكركي كما تحاول بعض الوسائل الاعلامية تسويقه، غير واردة في قاموسي العماد عون وتكتل «التغيير والاصلاح» وذلك لاعتباره ان بكركي مرجعية دينية غير سياسية لا يستطيع احد التنكر لها او التخلي عنها، مستدركا بالقول ان العماد عون ليس بحاجة الى اطلالة اعلامية من على منبر بكركي لتثبيت مسيحيته ومارونيته بالشكل الذي يعتمده البعض لتذكير الشعب اللبناني بوجودهم على الساحة السياسية، لافتا الى علاقة العماد عون مع بكركي اصدق من علاقة الاخرين معها كونها مكشوفة ومفتوحة امام الجميع وغير مغلقة بأساليب التملق والكلام المنمق في محاولة منهم لاستدراج التعاطف الشعبي معهم، معتبرا ان المسارات السياسية تستوجب الى جانب تقدير بكركي كمرجعية دينية اعطاء «ما لقيصر لقيصر وما لله لله».