بيروت ـ عمر حبنجر
شدت الاحتفالات بعيد الجيش اللبناني الانتباه العام امس، بخطاب الرئيس ميشال سليمان، الذي عكس أجواء القمة الثلاثية، والتي انعقدت في بيروت بمشاركة الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس السوري بشار الأسد، وبحضور أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لحفل تخريج ضباط المدرسة الحربية في الفياضية.
على ان الحراك الكلامي في السياسية والمحكمة، لم يتوقف، رغم حصر الاهتمام بعيد المؤسسة العسكرية، فإلى جانب إصرار الرئيس سليمان على التهدئة في خطابه، نفى رئيس الحكومة سعد الحريري ما يحكى عن أجواء متشنجة بالبلد، واصفا الأوضاع بالطبيعية، وأضاف الحريري في تصريح لصحيفة الوطن القطرية لا أجواء مشحونة في لبنان، وعن قطر قال انها قدمت الكثير للبنان على أكثر من صعيد، منوها بالعلاقات القطرية اللبنانية، متمنيا البقاء مع قطر يدا واحدة، لصد كل التهديدات الإسرائيلية للبنان.
رئيس كتلة التغيير والإصلاح العماد ميشال عون أكد خلال جولة له في «فتوح كسروان» ان لا بديل عن الجيش، على الرغم من ان الظروف الإقليمية فرضت وجود مقاومة، ندعمها في الوقت الحاضر.
ونبه عون لما وصفه بالدعوات الشاذة للأمن الذاتي، مذكرا بأن تجربة الأحداث كلفت اللبنانيين الكثير من الخسائر.
ودعا عون إلى ملاحقة شهود الزور في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ليعرفوا من ارتكب الجريمة لأنه يريد تلبيس الجريمة لشخص آخر، داعيا للإصغاء للعقل، حيث لا يمكن ان تكون هناك جريمة بدون عقاب ولا يمكن ان تلبس جريمة لبريء.
وسأل اللبنانيين والعرب إذا شئتم المساهمة في كشف الجريمة لاحقوا شهود الزور.
وسارع النائب إيلي كيروز عضو كتلة «القوات اللبنانية» الى الرد على عون بالقول ان الاخير يناصر جيشا آخر ويدافع عن سلاح آخر هو سلاح حزب الله ويؤمن التغطية لهذا السلاح على حساب الوحدة اللبنانية والسلم الأهلي نكاية بالمحكمة الدولية.
وسأل: أي صدقية تبقى لمن كان يطرح الدولة شعارا وان جيش الدولة هو الحل بينما يناحر اليوم جيشا آخر.
الشيخ نبيل قاووق مسؤول حزب الله في الجنوب وصف زيارة عبدالله ـ الأسد إلى لبنان بالناجحة جدا، ومن علامات نجاحها فشل مسلسلها التحريضي.
مشيرا الى ان معسكر «يوليو 2006» نفسه وبقواه الدولية والاقليمية والادوات المحلية يعمل مجددا على استكمال العدوان العسكري ضد المقاومة محاولا استهداف مكانتها وصدقيتها عبر فتنة داخلية بعدما عجز عن استهدافها عسكريا.
واعتبر قاووق ان اسرائيل لجأت الى اثارة مشاريع الفتنة الداخلية تعويضا عن عجزها العسكري، مؤكدا ان المقاومة تدرك تماما ان هدف البعض في هذه المرحلة اضعاف المقاومة وارباكها لاشغالها عن واجب التصدي لأي عدوان اسرائيلي.
في غضون ذلك، استقبل امير قطر الشيخ حمد بن خليفة رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع في مقر اقامته ترافقه زوجته النائبة ستريدا جعجع وجرى بحث الاوضاع في المنطقة، لاسيما القضية الفلسطينية ومساعي السلام والوضع اللبناني انطلاقا من القمة الثلاثية الاخيرة.
يذكر ان جعجع كان احد الشخصيات الحزبية التي ابعدت عن العشاء الرئاسي الذي اقيم لخادم الحرمين والرئيس بشار الاسد وقد دعاه الرئيس سليمان الى العشاء التكريمي للامير القطري وبين المستبعدين رؤساء الجمهورية السابقين.