بيروت ـ يوسف دياب
مثل العميد المتقاعد في جهاز الأمن العام اللبناني أديب العلم، وزوجته حياة صالومي المتهمان بالتعامل مع إسرائيل، امام هيئة المحكمة العسكرية برئاسة العميد الركن نزار خليل، وجرى استجوابهما على مدى ساعتين في حضور وكيل الدفاع عنهما، وخلال المحاكمة العلنية، اعترف العلم صراحة بتعامله مع الموساد الإسرائيلي وتقديم الخدمات الأمنية له على مدى 16 عاما، وتزويده بصور وإحداثيات لمواقع ومنشآت مدنية وعسكرية في لبنان قصفتها إسرائيل خلال حرب يوليو 2006، اضافة الى تنفيذه مهمات تجسسية في سورية.
وشرح العلم بالتفصيل كيفية تجنده في العام 1983 للتجسس لصالح الموساد الإسرائيلي، ومراحل عمالته مع الإسرائيليين، واكد انه دخل إسرائيل عبر أوروبا خمس مرات في أعوام 1997، 2003، و2004 و2005 و2008 وخضع في تل أبيب لدورات تدريبية مركزة على أعمال التصوير وارسال المعلومات بواسطة اجهزة متطورة كانوا يزودونه بها دوريا، وانه قبيل حرب يوليو 2006 كلفه الإسرائيليون بتزويدهم بإحداثيات وصور عن مواقع ومنشآت مدنية وعسكرية وجسور وعبّارات مياه ومؤسسات في مناطق عدة في بيروت والجنوب والشمال والبقاع وجبل لبنان. واذ اعترف بان الإسرائيليين قصفوا هذه الاماكن، أشار الى ان القصف لم يقتصر على هذه المواقع التي يبلغ عددها الـ 15 موقعا، انما شمل القصف ما يزيد على الالف هدف على الاراضي اللبنانية. وكشف ان الإسرائيليين سلموه في أوروبا أجهزة اتصال وكاميرات تصوير متطورة موضوعة في براد مياه صغير ينقل في اليد.
وقال العلم: خلال حرب يوليو كان الإسرائيليون يتصلون بي ويسألونني عن نسبة التشويش التي كانت تتعرض لها قناة «المنار» واذاعة «النور» التابعتان لحزب الله، كما كانوا يسألونني عن نوع الاسلحة التي تصل الى الجيش اللبناني عبر مرفأ بيروت عندما كنت ضابطا في المرفأ، اضافة الى استفسارهم عن فرقاطة فرنسية رست في المرفأ كانت وصلت في مهمة سياحية. مشيرا الى ان الموساد طلب منه تنفيذ مهمة تجسسية داخل الاراضي السورية، وقد دخل سورية في العام 2005، وراح يصور مناطق بين دمشق وتدمر شملت مواقع مدنية وعسكرية، وذلك بعد ان خضع لدورة تدريب في إسرائيل على الخريطة السورية، ثم كلف بمهمة ثانية في سورية في العام 2008، وكان يصطحب معه زوجته، وفي المرة الاخيرة وبينما كان واقفا على جسر يصور بعض المواقع حضرت سيارة سورية واستفسرت منه عما يفعله، فادعى ان سيارته معطلة، عندها تركوه وانصرفوا، وقد أخبر الإسرائيليين بما حصل معه فأخذوا منه المعلومات التي جمعها، وطلبوا منه ان يتلف الخريطة السورية.
وكشف العلم انه أنشأ في العام 2008 مؤسسة لتوظيف لبنانيين وسوريين بطلب من الإسرائيليين، وكانت مهمته أن يدون في طلب التوظيف السيرة الذاتية وكل المعلومات عن الشخص الراغب في الوظيفة مع صورة عن هويته، وكان يرسل هذه الطلبات والمعلومات الى الإسرائيليين بناء على رغبتهم، وقبل أن يعرف المغزى من ذلك جرى توقيفه من قبل فرع المعلومات.
موضحا انه كان يتقاضى لقاء هذه الاعمال التجسسية ما بين 7 و10 آلاف دولار سنويا من إسرائيل، مرات كان يتقاضى هذا المبلغ عند لقائهم في إسرائيل أو أوروبا، ومرات اخرى عبر البريد الميت في مناطق في جنوب لبنان. ونفى العلم «تكليفه بجمع معلومات عن اغتيال الرائد في قوى الأمن الداخلي وسام عيد»، كما نفى أي علم له باغتيال النائب أنطوان غانم في العام 2007، وأوضح انه كان يومها قريبا من موقع الانفجار بمسافة لا تزيد على العشرين مترا، حيث كان مع زوجته عند مزين الشعر. كما نفى زيارته للمخيمات الفلسطينية أو أن يكون زودهم بمعلومات عن فلسطينيين. وردا على سؤال عما فعله عندما بدأت الاجهزة الامنية بتوقيف العملاء، أجاب «للأسف التوقيفات بدأت بي». ثم استجوبت المحكمة زوجة العلم حياة صالومي وهي سيدة مسنّة، فنفت علمها بوجود علاقة بين زوجها والإسرائيليين إلا بعد سنوات طويلة بعدما شاهدته يبيع خطوط هاتف لبنانية لهم عبر شخص يدعى نقولا حبيب (يحاكم غيابيا)، وأكدت أنها سافرت مع زوجها الى أوروبا أربع مرات ومرة واحدة رافقته الى إسرائيل للسياحة و«شم الهوا»، وانها في إحدى المرات سجلت ملاحظات لزوجها عن مشاهداته لمواقع في سورية عندما كانا في الطريق وكان يقود السيارة. واثر انتهاء الاستجواب أرجئت الجلسة الى السادس من الشهر المقبل للمرافعة وإصدار الحكم.