بيروت ـ زينة طبّارة
رأى عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب د.يوسف خليل ان نداء رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية د.سمير جعجع الذي توجه به إلى شابات وشبان التيار «الوطني الحر»، وبالرغم من اعتبار البعض له نداء إيجابيا ودعوة للحوار والتلاقي على قواسم مشتركة، إلا ان التيار المذكور تعامل معه بكثير من الحذر والتنبه لما قد يكون يحمل في خلفياته من أمور مبطنة وغير معلنة، معتبرا من جهته ان النداء المشار اليه، يبقى نداء إيجابيا كما جاء بالشكل والمضمون، خصوصا انه سلط الأضواء على فترة ما قبل العام 2005 التي حملت الكثير من الخيارات والعناوين الأساسية التي تلاقى فيها التيار مع «القوات اللبنانية»، لاسيما على المستويات السياسية والفكرية والاجتماعية، مشيرا الى ان الخلافات السياسية أصبحت اليوم جذرية بين الطرفين وسببا رئيسيا للانقسام السياسي والشعبوي الحاصل بينهما، إلا ان تلك الخلافات يمكن لها أن تكون بناء على نداء د.جعجع عناوين حوار وتوصل بين الخصمين السياسيين، مرتئيا انطلاقا مما تقدم تشكيل لجنة مشتركة تتولى موضوع الحوار المطلوب بين الفريقين أقله على قاعدة وقف الحرب الإعلامية بينهما.
ولفت النائب خليل في تصريح لـ «الأنباء» الى ان تأييد التيار «الوطني الحر» لسلاح «حزب الله» كسلاح مقاوم، هو أحد الخيارات الاستراتيجية التي اعتمدها العماد عون لتحرير لبنان من الاحتلال الإسرائيلي، ولنزع صبغة الضعف عن الدولة اللبنانية التي كان العدو يتسلح بها في غزواته لأراضيها واستباحته السيادة اللبنانية ساعة يشاء وكما يحلو له، مؤكدا انه حتى هذا الخيار وبالرغم من كونه أكثر العناوين الخلافية بين التيار «الوطني الحر» و«القوات اللبنانية»، وبالرغم من انه لا يمت إلى القواسم المشتركة بصلة، يمكن له أن يكون عنوانا أساسيا للحوار بينهما، على أن يقنع فريق من الاثنين بصوابية نظريته.
وأشار النائب خليل الى ان التيار لم يبدل في ثوابته وقناعاته السياسية التي قام على أساسها، فهو مازال وسيبقى رافضا لأي وجود عسكري سوري على الأراضي اللبنانية، ومازال يسعى الى تحسين الأداء الحكومي والإداري ومحاربة الفساد المستشري داخل المؤسسات الرسمية والعامة، معتبرا ان العماد عون ما كان ليبرم وثيقة تفاهم مع «حزب الله» لو لم يثبت هذا الأخير لبنانية سياسته وجدارته في الدفاع عن لبنان في وجه العدو الإسرائيلي، وذلك ليس من باب نقض العماد عون للأسس والمبادئ التي تكلم عنها د.جعجع، إنما انطلاقا من سياسة الانفتاح على الشركاء الآخرين في لبنان التي التزم بها العماد عون، والتي أظهرت إيجابيتها الكبيرة سواء على مستوى عودة المسيحيين وبقوة الى الساحة السياسية، أو على مستوى تلاقي اللبنانيين تحت سقف وطني واحد، معتبرا ان سلاح حزب الله لم يعد يتناقض مع مبادئ التيار «الوطني الحر» لطالما أقره البيان الوزاري على انه سلاح مقاوم للاحتلال الإسرائيلي ولطالما صادقت عليه غالبية الفرقاء في المجلس النيابي.
في سياق متصل، وردا على سؤال حول كلمة البطريرك صفير التي ألقاها النائب البطريركي المطران رولان أبوجودة عن دور «القوات اللبنانية في بناء الوطن وعن فشل طاولة الحوار، رأى النائب خليل أنه لا أحد يستطيع إنكار وجود «القوات اللبنانية» كفريق لبناني له مكانته السياسية وحيثيته الشعبية وتاريخه السياسي منذ العام 1978 وحتى اليوم، وان بكركي لا يسعها انطلاقا من موقعها الجامع للبنانيين عموما وللموارنة خصوصا سوى الاعتراف بالدور الوطني لجميع الفرقاء الموارنة وإن اختلفوا في الأسلوب والنهج، معتبرا من جهة اخرى ان البطريرك صفير رجل دين وبالتالي فإن كلامه لا يخلو من المواعظ والإرشادات للتأكيد على وقائع ظرفية ضرورية للمجتمع الماروني الذي يمثله ويرأسه روحيا، معربا عن اعتقاده ان ليس المقصود من كلامه ان «تجربة الحوار لم تنجح في لبنان» توجيه العتب الى رئاسة الجمهورية أو نسف مساعيه الخيرة، إنما دعوة لتكثيف جهود جميع اللبنانيين لإنجاح الحوار وإعلاء الشأن الوطني فيه على الشأنين الطائفي والفئوي من اجل للبنان واللبنانيين، مؤكدا ان كلمة البطريرك صفير جاءت بمثابة صرخة كبيرة نابعة من مخاوفه على لبنان وعلى الوجود المشرقي للمسيحيين.