بيروت ـ عمر حبنجر
التكتم عنوان الاتصالات المفترض انها مستمرة على خط المساعي السورية – السعودية من أجل التهدئة في لبنان، والتي غابت عن الأضواء منذ الحديث عن زيارة المستشار الملكي السعودي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله الى العاصمة السورية.
والتساؤل قائم في بيروت، حول الزيارة الخاطفة التي قام بها رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الى بيروت قبيل ساعات من سفر الرئيس ميشال سليمان الى الدوحة.
الزائر القطري جال على المسؤولين اللبنانيين واجتمع الى وفد من حزب الله بعيدا عن الأضواء، وقد غلب الاعتقاد بأنه أتى بجرعة من الترياق القطري للجسم اللبناني المسموم، لكن بعض الأوساط المتابعة أوضحت لـ «الأنباء» ان موضوع الزيارة لو كان مرتبطا بالوضع اللبناني العام، لما كان الشيخ حمد تجشم عناء المجيء الى بيروت، طالما ان الرئيس سليمان ذاهب الى الدوحة، وفي تقدير هذه الأوساط ان زيارة رئيس وزراء قطر مرتبطة أكثر بموضوع الانسحاب الاسرائيلي من الجزء الشمالي اللبناني من بلدة الغجر الحدودية، والذي غمرته الشكوك اللبنانية من كل جانب.
هل كان اللقاء مع نصرالله؟
قاات إذاعة «صوت لبنان» ان محادثات المسؤول القطري مع رئيس الجمهورية ثم مع رئيس مجلس النواب والحكومة، كانت من قبيل المجاملة والاطمئنان، أو هذا ما طلع به مكتب الرئيس نبيه بري ومن مصدر قطري أيضا، في حين ترددت معلومات في بيروت عن ان الشيخ حمد بن جاسم التقى مسؤولا من حزب الله في «عين التينة» حيث مقر رئيس مجلس النواب.
واشارت مصادر متابعة لـ «الأنباء» ان المسؤول الذي التقاه رئيس وزراء قطر هو الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله نفسه، وانه لو كان أي مسؤول آخر سواه هو من التقى الشيخ حمد لما كان من مبرر لعدم ذكر اسمه.
وسواء صدقت رواية المصادر الرسمية أم لا، فإن زيارة الشيخ حمد التي غابت عنها التصريحات في محطاتها الثلاث، سجلت خلالها الكاميرات حضور مستشارين كانوا يدونون المحادثات.
مصدر قطري ذكر لـ «الحياة» ان الزيارة لم تتطرق الى الوضع الداخلي اللبناني، لكن مصادر أخرى قالت للصحيفة ان رئيس وزراء قطر لم يحمل مبادرة معينة حول الوضع اللبناني، لكنه أكد على أهمية احترام وتطبيق اتفاق الدوحة، وحرص على الاستفسار من الرؤساء الثلاثة عن الجهود القائمة لمعالجة الأزمة اللبنانية، خصوصا ان الدوحة تدعم المسعى السعودي – السوري.
في حين ذكرت «الوطن» السعودية نقلا عن مصدر في المعارضة ان الشيخ حمد بن جاسم حمل في جعبته الى بيروت تصورات للإسهام في تقريب وجهات النظر بين المعارضة والأكثرية، مشيرة الى ان هذه التصورات ليست بعيدة عن المسعى السعودي – السوري.
إلى ذلك أعرب الرئيس باراك أوباما عن عزمه القيام بكل ما يمكنه من أجل أن يكون لبنان خاليا من الإرهاب ومن تدخل الدول الأجنبية في شؤونه.
وقال أوباما في رسالة مكتوبة بمناسبة عيد الاستقلال «إني عازم على القيام بكل ما يمكنني القيام به لدعم لبنان والتأكد من أنه خال من أي تدخل أجنبي ومن الإرهاب ومن النزاعات المسلحة.
التضامن مع المعارضة
وحول زيارة رئيس الوزراء القطري ايضا، رأى عضو كتلة الاصلاح والتغيير عن حزب الطاشناق النائب آغوب بقرادونيان انه «قد يكون اتى لتبليغ القيادة اللبنانية بمعطيات جديدة او لبحث امر قبل وصول سليمان الى قطر»، واشار الى ان «حزب الله سيرفض القرار الظني سياسيا، وعندها سنرى كيف يقرر تيار «المستقبل» ما صحة القرائن التي اقترن بها هذا القرار»، لافتا الى ان «هناك موقفا صريحا من المعارضة انه لا جدوى من جلسات مجلس الوزراء والحوار قبل البث بملف شهود الزور»، معلنا تضامنه مع وزراء المعارضة «فيما لو قرروا ذلك».
وعن تعديل اتفاق الطائف، أوضح بقرادونيان ان «حزب الطاشناق نادى بتعديل هذا الاتفاق ولكن لا نريد ان تكون هذه المطالبة مدخلا لصراع سياسي آخر».
بدوره اعتبر عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب وليد سكرية ان «أميركا اتجهت الى لبنان للضغط على سورية، ولذلك كان القرار 1559 ومن ثم حرب يوليو عام 2006 وكل ذلك انتهى الى الفشل»، ورأى ان «الولايات المتحدة بعد حرب يوليو والازمة المالية التي مرت بها، تجد الا امكانية لحرب نظامية ضد ايران، كما ان اسرائيل عاجزة عن شن حرب ايضا».
وحول القرار الظني الذي سيصدر عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، قال سكرية وفي حديث الى قناة «ibc» «اتهام حزب الله باغتيال الرئيس رفيق الحريري يراد منه زرع بذور الفتنة»، معتبرا ان «المطلوب ليس حربا اهلية على طريقة عين الرمانة ـ الشياح بل توتر بين السنة والشيعة في لبنان ونقل هذا الامر الى العالم العربي، ليصبح السلام العربي ـ الاسرائيلي امرا مقبولا لدى العالم العربي نتيجة تأثير هذا الواقع، وبذلك القرار الاتهامي هو بداية اضرام النار.
واوضح ان «الفتنة قد تأخذ اشكالا متفجرة هنا او متفجرة هناك، او اغتيال شيعي هنا او سني هناك، ويقوم بذلك عملاء اسرائيل في لبنان»، وقال: «الحريري يقول انه هو من يطفى الفتنة ولا شك عندي في ذلك، ولكن ماذا لو كان هو القتيل فمن يطفئ الفتنة حينها؟»، معتبرا ان «اتهام حزب الله باغتيال الحريري مزيف والمحكمة الدولية مزيفة برمتها».
وتابع: «انا لا أؤمن بعدالة دولية، بل مصالح دولية كبرى، فالنظام العالمي هو تعبير عن حجم القوى الكبرى، فعندما يكون هناك توازن بين القوى الكبرى في مجلس الامن يمكن التحدث عن عدالة دولية، وانما عندما يختل التوازن فعن اي عدالة دولية يتم التحدث».