في مقاربة بين المحكمتين الدوليتين الخاصتين بالسودان ولبنان، كشفت مصادر ديبلوماسية غربية رفيعة المستوى لبيروت أوبزرفر أن الرئيس السوداني عمر البشير قد يتحرر من كماشة المحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت مذكرة توقيف بحقه في العام الفائت بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور.وقالت المصادر انه وبالرغم من التصريحات النارية لمورينو أوكامبو المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية ضد البشير واتهاماته له بأنه الرأس المدبر لحملة إبادة جماعية في دارفور بغرب السودان، فإن البشير مازال حرا طليقا ضاربا بكل القرارت الدولية عرض الحائط.
وأشارت المصادر الى أن قضية البشير ومذكرة التوقيف بحقه قد تزول بعد انتهاء استفتاء الجنوب واكتمال عملية تقسيم السودان في صفقة ستكون وصمة عار في تاريخ القضاء الدولي.
وفي تحليل مشابه للصفقة السودانية، أفادت المصادر بأن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري وتحت تأثير الضغوطات المحلية والدولية قد يجد نفسه مضطرا إلى التنازل عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والتخلي عن قضية والده درءا لحرب داخلية قد تنسف كل الجهود الرامية إلى حفظ الأمن في لبنان، خاصة إذا تضمن القرار الاتهامي اتهاما لعناصر من حزب الله ومسؤولين سوريين، لأنه يعلم (الحريري) أن حزب الله مدعوما من إيران وسورية لن يقبل بالمس بأي من عناصره وبالتالي تشويه صورته أمام العالم كحزب إرهابي.
وأكدت المصادر أن ثمن هذا التنازل، الذي سيثير غضب الشارع اللبناني الموالي لقوى 14 آذار المتعطش لصدور القرار الاتهامي ومحاكمة المجرمين لتثبيت مبدأ العدالة وطي صفحة الاغتيالات السياسية، سيكون إما إغلاق الملف النووي الإيراني أو إنجاح عملية السلام بين إسرائيل وسورية وبالتالي بين إسرائيل ولبنان، إلا أن المصادر ترجح الثمن الثاني الذي بدأت معالمه تظهر جليا مؤخرا من خلال تعيين سفير أميركي في سورية كمكافأة أولى على أدائها في المنطقة، ومطالبة السوريين بإزالة سورية عن لائحة الدول الداعمة للإرهاب بحسب ما ورد في صحيفة هآرتس الإسرائيلية أمام وفد أميركي زار دمشق في شهر فبراير من العام الماضي، الأمر الذي قد يشكل مكافأة أخرى.
واقرأ ايضاً:
لبنان: عناوين التسوية باتت معروفة ..وسليمان يعرض إعلانها من بعبدا
مصادر لـ «الأنباء»: الأميركيون يعتبرون المحكمة أولوية تتقدم على الاستقرار
فتفت لـ «الأنباء»: ممارسات بري باتت مبنية على مواقفه السياسية
متفرقات لبنانية
السودان يتمزّق .. ومخاوف «سايكس بيكو» تتجدد مع بداية القرن الـ 21
أوباما: لا سلام دائماً في السودان بمعزل عن سلام دارفور
استفتاء جنوب السودان يفتح شهية الانفصاليين في أفريقيا
سيدة الجنوب الأولى.. فلاحة أمية لا تعرف إلا لغة الدينكا
محطات في تاريخ جنوب السودان